تحية من خلف شغاف القلب..إلى الشعب الجزائري العظيم..في محنته”الإغريقية
محمد المحسن | تونس
صباحك طمأنينة أيها الشعب الصبور.. لم أنم إلاّ قليلاً. استيقظت قبيل انبلاج الصباح بقليل..نمت و أنا أتابع أخبار الجزائر … لي قرابة إنسانية بكلّ من انتهت حياتهم البارحة في محرقة الوطن.كلّ الأمهات اللواتي لن يرين ابتسامة أبنائهن بعد اليوم.
كل البسطاء العزل الذين جرّدتهم النار من أرزاقهم،و سرقت أرواح أحبابهم..وعبثت ألسنة اللهب بأحلامهم..
إخوتنا في تيزي وزو الحبيبة، جئناكم من كل الوطن لنردّ عنكم الحريق،أعذرونا ما كان في حوزتنا ماء ،فأطفأنا نار الفتنة بدمائنا وبرحيق أرواحنا..أرواحنا التي تتشظى وتغدو مزقا ونفايات مع سقوط قتيل جديد لم تمنحه نار-لعوب-أيام قلائل لتحقيق جزء من حلم جميل .
هذا وردنا الذي تفتح في بساتين الجنة.
أيها الجزائري الجاسر..هل بوسعك منحنا قليلا من صبرك الرباني،فالرّوح محض عذاب؟..
لكن من أين سيجد الصّبر طريقه إلى قلوب الحزانى والمعطوبين؟! ومن أين سيسلك-المريد-دربه إلى محراب الجزائر تحت لهيب بحجم الجحيم..!؟
أيها الجزائري الشقيق:أنا-كاتب هذه السطور-المقيم-مثلك-في الشمال الإفريقي..
أنا الملتحف بمخمل الليل الجريح..
أنا المتورّط بوجودي في زمن ملتهب..
أعرف أنّ الوجعَ في تيزي وزو ربانيّ،كما أعرف أيضا أنّ الفعل هناك رسوليّ،لكنّي لا أملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الوَجَع.
وحتى حين يمور الدّم في جسدي باحثا عن مخرج،فإنّي لا أجد سوى الكتابة.
الكتابة عن الشيء تعادل حضوره في الزمن،ووجوده واستمراره في الحياة..ولأنّ الأمر كذلك فإنّي أصوغ هذه الكلمات علّها تصلك عبر ألسنة النار اللعينة..
وهأنا الآن..أقرأ أوجاعي..وأردّد كلمات لم أعد أعرف أن أكتبها..
لك الله يا شعب الجزائر العظيم..