حيث تطير العصافير

تركي عامر‏ | فلسطين

في موعد ضربوه لي
ولم ينبس ببنت شفة،
وصلت المكان.
مستوصف طبّيّ
في المدينة القريبة.
لم أجد أمامي،
إلّا امرأةً أصغر منّي
يرافقها رجل أكبر منّي.
حدجني هذا بنظرةٍ
فهمتُ رسالتها،
هي أيضًا فهمتْ
وابتسمتْ.
أحببتُ ذكاءها الفوريّ،
وأشياءَ فائرةً أخرى.
دخلت بكِمامتي الزّرقاء،
وهاتفي السّمسونچ.
قالت الممرّضة المناوبة:
صباح الخير،
ستأخذ تطعيمًا ثالثًا.
في أيّ ذراع تريده؟
قلتُ: اليسرى؟
سألتْ: لماذا؟
قلتُ: اليمنى للكتابة
وأشياء أخرى.
شكّتني الإبرة،
بمنتهى السّلاسة.
لم أشعر بشيء.
أتمساح أنا؟
غادرت العيادة.
دخلت مجمّعًا تجاريًّا،
بحثًا عن قهوة.
وجدتهما أمامي.
اعتقدَ الرّجل للحظة،
أنّي أتعقّبهما.
طلبت إسپريسو.
أخذتها وخرجت،
إلى حيث يخرج المدخّنون.
ناداني مَقعدٌ على الرّصيف.
وإذا بعصفور جميل
يتقافز أمامي.
امتشقت تلفوني،
وخلعته صورة واحدة فقط.
شكرني وطار،
إلى حيث تطير العصافير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى