خمر التلاحين

فيصل سليمان | سوريا

إنّا سنتركُ دُنيانا على عجلٍ
قبل اليباسِ فهل جئتِ لترويني

°°°
سنُسمِعُ العودَ أنغاماً ويُسمعُنا
ونُسكٍرُ الناي من خمر التلاحين

°°°
“مرّتْ أماميْ نساء الكون قاطبةً
أنثى فأنثى فما كانت لتغريني”

°°
حتى وقفتِ كشحرورٍ على فننٍ
في دوحة الشعر في عطر البساتين

°°°
وقفتُ عندكِ مذهولاً بماحملتْ
جوانحُ السحر من ريشٍ تُحيّيني

°°°
سنكتبُ الخمرَ بالأحضان نفرشها
ونحتسي الشعرَ من حين إلى حين

°°°
فتنهضُ الأرضُ فينا كلّما عصفتْ
مشيئة الحبّ في توتٍ وفي تين

°°°
في كل عضوِ بنا صخرٌ نعانقُه
وكلُّ زاويةٍ خنساءَ تبكيني

°°°
متى أجمّعُ أجزائي وأُلصقها
حين اللقاء لأُنهي فيكِ تكويني

°°°
كتبتُ من كبدي الحرّى على كرزٍ
وبالمداد الذي قد هلّ من عيني

°°°
ماقد يجودُ به هيمانُ تأخذهُ
لنبعة العشق أسقيها فتسقيني

°°°
فصّلتُ قافيتي كي ترتدين بها
عند اللقاء بنا خضرَ الفساتين

°°°
شكّلتُ بالرمش والأحداق أحرفَها
حتى تداخلَ تموزٌ بتشرين

°°°°
اهتزّتْ لهنّ ذرى الأشجار وارتفعتٌ
واستفردَ العطرُ في أحضان نسرين

°°°

ياطَفلةَ العشق والأضلاعُ معبدُها
إن الأيائل َ في دمّي تعاديني

°°°
فهل لنا نهلة ٌمن طيب نبعتكم
هذا الفراقُ وذاك البعدُ يُدميني

°°°
لاشيءَ إلا هوىً للروح يأخذني
“ولاعجُ الشوق يُقصيني ويُدنيني”

°°°
للهوِ صفصافة ترخي جدائلها
وللنسيماتِ فيها عطرُ يسمين

°°°
تلك الصخورُ التي مازلتُ أعبدها
تمشي إليّ وبُعدي بات يضنيني

°°°
حملتُ شوقي وأوجاعي ومحبرتي
وجئتُ أعرجُ فوق الوحل والطين

°°°
لم تتركِ الحربُ عصفوراً بجنته
إلا رمتْهُ بسهمٍ فيه ترميني

°°°
مشيئة عبثتْ بالغار تُبعدُني
وعصمةُ العشقِ في عينبك تبقيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى