أرصفة الإنتظار للأنفس أضرحة

سمية صالح الجعفري | مصر


هامت روحي حول الأرصفة مُحلقة..
لم يكُن يراني أحد إنما..
كنت أرى الجميع مظللين بغيمة مُعتمة..
هنا فتاة ذَبل جفنيها من البُكاء..
ونصبت صوان عزاء في كل الأمكنة..
تنظر إلى اللاشئ ،وتتساءل نفسها بلهفة مُفرطة..
إين أنت يا أنا ؟!
متى ستعود لتنير دقات قلبي المُظلمة..
وهنا فتى شاب شعره في عز الصبا..
تركته أمه لتعيش كيفما أرادت هي..
كان يُردد بهمهمه وأنفاسٍ متلعثمة..
لا حياة بعدك هنا وكل الأماكن أضرحة..
يتحسس يده الباردة ويفتقد أيام الدفا..
وهنا أرملة من كسرة النفس مُهلكة..
تملأ قلبها الحسرة على يومٍ كانت فيه مُنعمه..
لا تخطو خطوة للأمام وتتراجع 100 خطوة..
وهنا شيخ كبير يتعكز على عصى..
يربت على قلبه بطريقة مؤلمة..
كأنه يبحث عمن كانوا يسكنوا الحشا..
وضعهم في القلب وأحكم الغلقْ..
لكنهم ذهبوا وتركوه وحيدا” بقلوب جاحدة..
الوحدة في الشيب مُهلكة..
وهنا وهنا وهنا..
مقاعد الإنتظار ملئا بأنفس ميتة..
إلأ مقعد واحد فقط كان شاغرا”..
تساءلت مقعد من هذا وكيف نجا ؟!
تبسمت لي روحي وأشارت إليا أنا..
تعجبت منها ونظرت إليها متسائلة..
فأجابت : أجل كنتِ يوما” هنا..
وكيف نجوت ؟!
زهدتي الدنيا بما رُحبت..
وعلمتي الحقيقة الثابتة..
لا خلاص للنفس سوى رحاب المولى..
تحررتي من أغلال الدنيا البالية..
و ذهبتِ إليه بكل ما فيكِ للقُرب راغبه..
إن عَلَّمْ الجميع أن النجاة هو..
لأصبحت كل الأرصفة شاغره..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى