هذا الفضاء
تركي عامر | فلسطين
اللوحة للفنان الإيطالي: برناردو هاي
أنسحبُ من الحلم
انسحابًا تكتيكيًّا،
مخلّفًا ورائي
أرضًا محروقة.
أحمد الله أنّي
ما زلت أجيد التّنفّس.
أربّت لي على كتفي:
عفارم عليك يا شاطر!
أصطحب هاتفي،
وعلبة سچائري،
وقدّاحة لا تخيّب الرّجاء،
ومنفضة نظيفة.
أريد أن أدخّن،
القهوة لم تجهز بعد.
رئتايَ معطوبتان،
لكنّ نفْسي رديئة جدًّا.
هل أكسر بخاطرها؟
أخرجُ إلى شرفتنا
كي أرى وجه ربّي
قبل أن يحمى الوقت
ويدخل غرفة مكيّفة.
أعالج كأس ماء بارد،
ريثما تأتي القهوة.
أفتح الهاتف المقفل تمامًا.
يستنفر كامل التّطبيقات.
أوركسترا فيلهارمونيّة.
معزوفة طنطنات.
مطر على سطح زينكو.
وينكو؟ أما زلتم هنا؟
أفتح الماسنجر.
لا أجد شيئًا من أحد.
يتملكّني رعب رباعيّ الأبعاد.
ألجم تداعياتيَ المرعبة.
تطالعني تنبيهات
تسترعي المعاينة.
أعاينها بعناية،
ولكن بكامل المحبّة.
هذا الفضاء كما الأرض،
فيه الحلو والمالح
وفيه الحامض والمرّ.
أحمد الله على نعمة التّعدّد،
والعدد، وإعدادات الهاتف.
جاءت القهوة،
بكامل سكّرها الأشقر.
كل طنّة من الآن فصاعدًا،
سيعقبها استجواب
من شرطة الآداب.