أنا الهجيرُ لماذا الأرضُ تُبْتَردُ؟

إسماعيل حقي الجنابي | العراق

مِنْ حرِّ وحشتيَّ الصَّماءُ أُتـَّقَدُ
أنا الهجيرُ لماذا الأرضُ تُبْتَردُ

أنا اصْطفافُ غبارِ الرّاحلينَ إلى
تَيهِ الأماني وإنْ ضَلّوا وإنْ وَجدوا

مُلَبَّدا جئتُ مِنْ أمسي أطاردُني
علّي أطــمئنُ فيَّ الخوفَ أو أعِــدُ

علي أمازجُ لونَ الرِّيحِ في رئتي
أو أرتديها اخضراراً حين أنجَرِدُ

كيما أسافرَ في جوعي وفي عطشي
ولي صغارٌ مِنَ الحِرمانِ قد وِلِدوا

ولي فراتان ِ مِنْ خمرٍ ومِنْ عسل ٍ
وما رُويتُ وهم روّوا وهمْ وَرَدُوا

ولي ظلالُ نخيلي يتّكي وجعي
على نديِّ أمانيهِا ويتَّسِدُ

ولي محطاتُ ركبِ الظامئين َندىً
أنثّهُا فوقهم ورداً إذا رَفَدوا

أولاءِ أهلي غبارُالحربِ ظلُّهمُ
سربُ اليتامى وراهم أينما وفدوا

يمشي التُّرابُ على آثارِهِم وَجَلاً ً
كي يقتفيهم .. هنا مرّوا ، هنا سجدوا

هناكَ عندَ ضِفافِ الغـيـم ِ تمضَغُهُم ْ
رَحى المنافي فلا عادوا ولا ابتعدوا

هناكَ..كانت جرارُ العتــم ِ تسكُبُهُم
على كؤوس القوافي حينما انفردوا

بأنّهم رغمَ هذا العتم ِ ماانطفأوا
وأنّهم رغمَ عمق الصّمتِ ماوِئِدوا

ظلَّتْ على سعفات ِ النَّخل ِ لامعة ً
أعلامُهُمْ ، لِغدِ الآتينَ إنْ رَفَدوا

فكيف لي أن أطوَي حمل راحلتي
وماترجـَلتُ عنها إذْ همو قعدوا

وكيـف أقـصــي لـُهــاثَ الصبر عــن رئـةٍ
معــطوبــة لم تــزل للآن تحــتشـدُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى