وجع الفراق
رفاه حبيب | سوريا
اللوحة للفنان الفرنسي: كونستانت ماير
أيها الوردُ الغافي عندَ رأسِهِ،ِ
هل لكَ أن تعيرَني بعضاً من عطرِه المسكونِ بكَ؟
هناكَ على حافّةِ الوجعِ أزهرَتْ بنفسجةٌ، شاركَتني غصّةَ الفراقِ،
تحتَ تلكَ السّنديانةِ عزفَ التّرابُ نشيدَ الوداعِ.
فتحَ ذراعَيهِ واستقبَلكَ.
من جذورِ الغيابِ قُدَّ قميصُ الشّوقِ، على مُفتَرَقِ الرّمادِ ينتظرُ مطراً أسودَ،
قدْ هَدَّني الدّهرُ بخيباتِهِ، وكسَرَ قلبي بقسوتِهِ.
هكذا سيمضي الجميعُ، ولن يبقَى منهُم سِوى رائحةِ اللحظةِ الأخيرةِ، والنظرةِ الأخيرةِ، و اللمسةِ الأخيرةِ.
سيحرقُ الوداعُ كلَّ مخازِنِ الفرحِ بداخِلِنا ،ويُحيلُ قلوبَنا إلى مستودعاتٍ فارغةٍ إلا من الوجعِ،
ستصفّقُ ظلالُ الحورِ، وتُغنّي للراحلينَ.
ستمحُو الرّياحُ آثارَ مرورهِمْ في طرقاتِ العمرِ.
أينَ أنتَ؟
تعالَ لأحدثَكَ عن حروفِي التي نزفَتْ في غيابِكَ،
عنِ الفرحِ الذي دفنتُهُ إلى جانبِك،
وعن روحِي التي تُحتَضَرُ كلَّ ليلةٍ.
سأحدّثُكَ عن تفاهاتِ الآخرينَ وضيقِ أفُقِهِمْ.
عن تشابُهِ الأيّامِ وتراكُمِ الآلامِ.
آه.،ماأقربَ المسافاتِ حينَ أحاكيكَ،
وماأبعَدَها حينَ يسودُ الصَّمتُ ولا تَرُدُّ…