نتنياهو يضع الإدارة الأميركية الجديدة أمام الامتحان في الموقف من النشاطات الاستيطانية

إعداد: مديحة الأعرج | المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان

تقرير الاستيطان الأسبوعي

من 4/4/2021-9/4/2021

تغير الإدارات في الولايات المتحدة لا يؤثر على نحو واضح في سياسة دولة الاحتلال ولا يكبح النشاطات الاستيطانية أو البناء الاستيطاني . وتيرة النشاطات الاستيطانية هي التي تطفو على السطح ، فهي تتراجع أو تتسارع وفقا لدرجة انحياز الادارات الجمهورية او الديمقراطية لسياسة اسرائيل العامة ، فهي تتراجع في حدود معينة في عهد الادارات الديمقراطية لتعود الى الارتفاع والتسارع في عهد الادارات الجمهورية . وفي كلتا الحالتين يدفع الفلسطينيون الثمن ، خاصة وأن الموقف الرسمي للولايات المتحدة من النشاطات الاستيطانية تطور في الاتجاه الذي يخدم سياسة ومصالح دولة الاحتلال . كان الاستيطان الصهيوني في السابق مخالفا للقانون الدولي ليتحول الى عقبة في طريق التسوية السياسية ، والفارق هنا واضح ويؤشر على تراجع في موقف الادارات الاميركية المتعاقبة ، أما في عهد الادارة الاميركية الراحلة برئاسة دونالد ترامب فقد نال الاستيطان الاسرائيلي إجازة مرور ولم يعد غير شرعي او مخالفا للقانون الدولي او حتى عقبة في طريق التسوية السياسية . 

وقد ورثت الإدارة الاميركية الجديدة إرثا ثقيلا ، صحيح انها عادت الى لغة أقرب الى مواقف اميركية تعتبر الاستيطان عقبة في طريق التسوية ، غير أنها لم ترسل لحكومة اسرائيل اشارات واضحة تدعوها الى وقف نشاطاتها الاستيطانية ، ما دفع حكومة اسرائيل بعد انتخابات الجولة الرابع للكنيست الى اختبار ردود إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على مصادقة ما تسمى لجنة “التخطيط والبناء المحلية “لبلدية القدس على خطة لتوسيع البناء في المناطق المسماة خارج الخط الأخضر ، وتحديدًا حي “هار حوما” الاستيطاني في منطقة جبل أبو غنيم ما بين القدس وبيت لحم ، وهي خطة تقضي ببناء 540 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة ما بين “هار حوما” و “جفعات هاماتوس”، والتخطيط  لبناء حي آخر يضم أكثر من 2000 وحدة استيطانية لاحقًا بمنطقة “جفعات هاماتوس”.ومن الجدير ذكره بأن  البناء في هاتين المنطقتين سيعزل فعليًا قرية بين صفافا عن باقي المناطق الفلسطينية . وتشير الجمعيات الحقوقية إلى أن التوسيع الاستيطاني في “هار حوما” و”غفعات همتوس”، سيمنع تقسيم شقي مدينة القدس ، الشرقي والغربي ، في أي تسوية سياسية مستقبلية محتملة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أعلن في مؤتمر صحافي خاص عن مخطط لبناء 3500 وحدة استيطانية شرقي مدينة القدس الشريف المحتلة ، ضمن توسعة المشروع الاستيطاني في المنطقة المعروفة بـE1″ “، وذلك في ظل تسارع البناء الاستيطاني والمصادقة على المخططات الاستيطانية في عهد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب.

وفي السياق أعلن جيش الاحتلال الاستيلاء على 13 دونمًا من أراضي بلدة حزما شرق القدس المحتلة ، لشق شارع جديد. ويشمل قرار الاحتلال يشمل الاستيلاء على هذه الاراضي  بهدفشق شارع بطول 1 كم وعرض 16 مترًا. فيما شرع مستوطنون في إقامة نواة بؤرة استيطانية جديدة غرب مستوطنة “الحمرا” في منطقة الأغوار الاشمالية على بعد كيلومتر واحد إلى الغرب من” مستوطنة الحمرا” التي أقامها الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي وسيطر حينها على أكثر من 50 ألف دونم ، و تأتي هذه الخطوة ضمن سياسة تهويدية واضحة تبدأ بوضع كرفانات متناثرة يسكنها عدد من المستوطنين للاستيلاء على مساحات أكبر ومصادرة أراضي الفلسطينيين وتجميع مستوطنات الأغوار في مدينة استيطانية كبرى ، خاصة أن هذه الأراضي يسيطر عليها الاحتلال منذ سنوات، ويمنع أصحابها من دخولها، وهي في الأصل لقرية بيت دجن في الأغوار.كما أعاد مستوطنون نصب خيمتين في برية تقوع شرق بيت لحم بحماية قوات الاحتلال، بعد إزالتهما من قبل أصحاب الأرض قبل نحو أسبوع ويأتي نصب الخيم والاعتداءات المتكررة بهدف الاستيلاء على الأرض، لإقامة بؤرة استيطانية.ونصبت قوات الاحتلال، بيتين متنقلين في أ راضي بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس في منطقة الظهر والمحاذية لمستوطنة “يتسهار” المقامة على اراضي المواطنين، بهدف توسعة المستوطنة والاستيلاء على المزيد من اراضي المواطنين. وفي الوقت نفسه أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم ووقف البناء في 63 منشأة (خيام للسكن وحظائر ماشية)، وإخطار طريق زراعية بطول 3200 متر في منطقة الرأس الأحمر بالأغوار الشمالية ، كما اقتحمت قوات الاحتلال أيضا خربة حمصة التحتا (حمصة بصلية) وصورت 6 خيام.

على صعيد آخر تصوت إدارة ما تسمى “ كيرن كييمت ليسرائيل ” (الصندوق الدائم لإسرائيل – “كاكال”) الاسبوع القادم على مشروع قرار يسمح لها بشراء أراض في مناطق أقيمت فيها “مستوطنات معزولة”، خارج الكتل الاستيطانية في محافظتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية المحتلة، ويأتي التصويت على مشروع القرار هذا، في إطار التوسع الاستيطاني، في أعقاب مصادقة إدارة “كيرن كييمت”، في شباط/فبراير الماضي على قرار يسمح بشرائها أراض في الضفة. وفي حال المصادقة على مشروع القرار، وهو ما يتوقعه أعضاء إدارة “كيرن كييمت”، سينتقل القرار للمصادقة عليه في مجلس الإدارة في 22 نيسان/أبريل الجاري. وحسب مشروع القرار، فإن “كيرن كييمت” ستشتري أراض بملكية خاصة فقط وتفضيل أراض تسمح بتوسيع مستوطنات قائمة أو تقع داخل مستوطنات. وفي حال طلبت الحكومة من “كيرن كييمت” شراء أراض لا تستجيب لهذه المعايير، فإن لجنة الإدارة في “كيرن كييمت” ستحسم في الأمر.

وإذا كانت حكومة اسرائيل تواصل تحت كل الظروف النشاطات الاستيطانية بوتائر تعلو وتهبط وفقا للتطورات السياسية الداخلية في اسرائيل والتطورات الدولية كذلك ، فإن استخدام القوة ضد الفلسطينيين وهدم منازل الفلسطينيين تسير بوتائر مرتفعة ، وهي سياسة تنطوي في معانيها وأهدافها على تطهير عرقي واضح ليس فقط في المناطق المصنفة وفي الاتفاقيات مناطق ( ج ) بل وفي مركز الكثافة الحضرية . ففي تقرير جديد صادر عن منظمة العفو الدولية “أمنسيتي” (تقريرها السنوي 2020) أتهمت المنظمة الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين في الأرض المحتلة ، ما تسبب بفرض إجراءات قسرية ، تسببت بنزوح مئات العائلات الفلسطينية . عمليات هدم لمئات المنازل وفرض تمييز مجحف ضدهم ، وعمليات قتل واعتقال هو ما يميز سياسة سلطات الاحتلال التي لا تعرف الكوابح على هذا الصعيد . وقد جاء في التقرير بما يتعلق بالنقل القسري والإخلاء القسري وهدم المنازل بأن إسرائيل هدمت 848 مبنى سكنيا ً أو مستخدما بما فيها القدس الشرقية، فتسببت بنزوح 996 فلسطينيا من منازلهم . ويـُحظـّر قانون الاحتلال هذه الممارسات  إلا إذا كان ضروريا للعمليات العسكرية، وفي حالات متعددة  صادرت إسرائيل مبان سكنية وقامت بعمليات الهدم العقابية كعقوبة جماعية، وهي ممنوعة بموجب القانون الدولي.وباشرت المنظمات الاستيطانية الإسرائيلية – بمساندة السلطات الإسرائيلية – عمليات إخلاء قسري للفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية.

وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن قضايا إخلاء مرفوعة ضد زهاء 200 أسرة ما يـُعرض 800 راشد وطفل لخطر النزوح.

وعلى هذا الصعيد فقد أصدرت الإدارة المدنية التابعة للاحتلال أوامر هدم منازل تابعة للفلسطينيين بحجة عدم الترخيص أكثر بخمس مرات من أوامر هدم للمستوطنين انفس الاعتبار خلال العام المنصرم . وكشفت” صحيفة هآرتس الإسرائيلية “أنه من أصل 187 أمرًا بإزالة مبانٍ جديدة أصدرتها الإدارة المدنية في الضفة الغربية منذ عام 2019 وحتى نهاية عام 2020 ، صدر 159 أمرًا لفلسطينيين و 28 أمرًا فقط للمستوطنين. وتظهر بيانات الإدارة المدنية زيادة كبيرة في عام 2020 في إصدار الأوامر التي تسمح بهدم المباني الجديدة في المنطقة (ج) خلال 96 ساعة دون إمكانية الاستئناف. وقد صدرت معظم الأوامر للفلسطينيين ، الذين ما زالوا يجدون صعوبة في الحصول على تصاريح البناء.

وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:

القدس:

أجبرت سلطات الاحتلال المواطن عامر شقيرات، على هدم منزله في حي جبل المكبر بعد أن تلقى إخطارا يجبره على دفع غرامة مالية باهظة مقابل ذلك ، ما اضطره لهدمه ذاتيا، وبدأت بأعمال تجريف واسعة في الأراضي الواقعة ما بين قريتي الزعيم والعيسوية إلى الشرق من القدس المحتلة بهدف فتح طريق استيطاني جديد ضمن ما يسمى بمشروع “E1” الذي سيعزل مدينة القدس عن محيطها. كما اقتحمت جرافات وطواقم بلدية الاحتلال بالقدس العيسوية ونفذت عمليات هدم وتخريب لمنشآت في منطقتي “الزعرورة” و”حبايل العرب” من البلدة وهما عبارة عن مخازن قطع.واستولى مستوطنون على ثلاث عمارات سكنية وقطعة أرض بمساحة عدة دونمات في سلوان . العقارات الأربعة التي استولى عليها المستوطنون تقع في الحارة الوسطى ، وتعود لعائلات أبو دياب وعواد وأبو صبيح، حيث تم تسريبها إلى جمعية “عطيرت كوهنيم ” الاستيطانية و قاموا بوضع غرفتين سكنيتين داخل قطعة الأرض، إضافة إلى درج جاهز ، كما وضعوا كاميرات مراقبة على البنايات السكنية، وفتحوا مدخلا جديدا لأحد البنايات . وأثار هذا العمل ردود فعل واسعة اعلنت فيها العائلات المعنية براءتها من أولئك الذين قاموا بتسريب تلك العقارات الى المستوطنين

الخليل:

أقدمت مجموعة من المستوطنين على إجراء عمليات مسح هندسي لعدة احياء بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف بالبلدة القديمة من مدينة الخليل.حيث اقتحم مستوطنون حيي قفيشة، والشريف بالقرب من الحرم الابراهيمي تحت حراسة وحماية جيش الاحتلال، وقاموا بتنفيذ اعمال المسح الهندسي بداخلها تمهيدا للاستيلاء عليها. واستشهدت المواطنة شفيقة أبو عقيل من بلدة السموع في الخليل، جراء تعرضها للدهس من قبل مستوطن، على طريق استيطاني قرب. واعتدت  مجموعة من مستوطني “الدبويا” بالضرب على المواطنة تحرير الشرباتي (23 عاما)وابنتها (عامان)  في شارع الشهداء وسط المدينة، وهما في طريقهما لزيارة منزل العائلة، وتواصل قوات الاحتلال منع أهالي مدينة الخليل ومؤسساتها من القيام بأي أعمال ترميم لأحياء البلدة القديمة ومنها خان الوكالة(موقع تاريخي كان في السابق الفندق الوحيد في المنطقة  بدعاوى أمنية دائمة، وبالأحرى بسبب مستوطنة الحسبة التي تقع على واجهة شارع الشهداء ويوجد فيها الكرفانات. 

بيت لحم:تصدى مواطنون لمجموعة من المستوطنين ومنعوهم من تجريف أراض في بلدة بتير في منطقتي “الخمار” و”القصير” شمال شرق البلدة، بهدف إقامة بؤرة استيطانية على أراضي المواطنين، حيث قاموا سابقا بنصب خيام وبيوت متنقلة أزالها المواطنون.

رام الله:

أخلت قوات الاحتلال البؤرة الاستيطانية” معاليه اوهافيا” المقامة على اراضي ديرجرير  والتي أقامتها مجموعات تدفيع الثمن الارهابية على اراضي القرية ردا على مقتل احد المستوطنين  من قبل شرطة الاحتلال أثناء مطاردته بعد رشقه لسيارات الفلسطينيين بالحجارة.

يذكر أن أهالي قرية ديرجرير والقرى المجاورة تصدوا ببسالة لهذه البؤرة الارهابية الاستيطانية و تمكن المزارعون من قرية دير جرير من استعادة 40 دونما من أراضيهم وتخدم أكثر من 60 عائلة، منها عائلات تعتمد بشكل أساسي عليها في الزراعة ورعي الأغنام.عقب استيلاء الاحتلال عليها ومنعهم من الوصول إليها.

نابلس:قطع مستوطنون من البؤرة الاستيطانية “ايش كودش” قرابة مئة غرسة زيتون مزروعة بأرض تبلغ مساحتها سبعة دونمات، في منطقة رأس النخل الواقعة جنوب شرق قصرة وتعود ملكيتها إلى المواطن جواد جميل حسن وعبد العظيم أبو لافي ودمروا كذلك شبكة كهرباء على الطريق الواصلة بين قصرة وجالود. وفي اعتداء آخر اعتدى مستوطنون ، من البؤرة الاستيطانية “ايش كودش” على مزارعين أثناء فلاحتهم أراضيهم شرق جالود، ومنعوهم من مواصلة العمل تحت تهديد السلاح. واعتدى مستوطنون، على رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، بالضرب، أثناء تصديه لمحاولة اختطاف طفل وذلك بحماية قوات الاحتلال. فيما اقتحم مئات المستوطنين الموقع الأثري وسط إجراءات عسكرية مشددة من قبل قوات الاحتلال، وإغلاق الموقع والطرق المؤدية إليه أمام المواطنين

سلفيت:

رفضت محكمة الاحتلال الاستئناف الذي تقدم به مركز القدس للمساعدات القانونية ضد قرار هدم ووقف العمل والبناء لتسع منشآت في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت.بالرغم أنها تقع ضمن توسعة المخطط الهيكلي في مناطق (ج) والذي شرعت البلدية بتخطيطه منذ العام ٢٠١٧ في المنطقة الشرقية الشمالية من البلدة ومن بين المنشآت منزلين مأهولين بالسكان وتعود ملكيتها للمواطن ايمن مرعي، وفضل ابراهيم، والآبار تعود ملكيتها لكل من أيوب عاصي، خالد.شحادة، سليم مرعي، والعرائش تعود للمواطن زاهر مرعي، عمر فايز، محمد عوض”. واقتحم آلاف المستوطنين المقامات الإسلامية في بلدة كفل حارس وأدوا صلوات تلمودية ، وشعائر دينية.وكثفت قوات الاحتلال من تواجدها العسكري على المدخل الرئيسي للبلدة ومنعت المواطنين من التنقل.يشار إلى أن هذا الاقتحام الأكبر ضمن سلسلة من الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون للمقامات.

الأغوار:

أحكم مستوطنون ومعظمهم من مستوطنة “مسكيوت”، سيطرتهم على نبع عين الحلوة بعد أن انتهوا من إنشاء متنزه في المكان يضم بركة مياه وألعاب أطفال ومقاعد للاستراحة، لتشجيع المستوطنين على زيارتها بشكل دوري، ونصبوا لافتة كتب عليها منطقة “عين العلم” بديلاً عن “عين الحلوة”.ووفق سكان المنطقة، فإن المستوطنين تمكنوا من تحويل منطقة عين الحلوة إلى متنزه، تمهيداً للسيطرة عليها بحجة تخليد ذكرى مستوطن اسمه “موشي بنيامين” ويعتبر هذا المستوطن من أقدم المستوطنين الذين شرعوا بالاستيطان في هذه المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى