أدب

الباء.. قصة قصيرة جدا

كامل الدلفي | بغداد

سأل شيخ تلاميذه وكنتُ من بينهم في حصة درس، قال: أعلموني كيف نشأت النجوم. فقلنا ما يُعد شططا، ولما فطن إلى سذاجة أجوبتنا، قال كفاكم واسمعوا، فقصّ لنا أسطورة ممتعة عن مدارج الفلك وأطوارِ المجرات: أولادي، ما الليل ومنذ أزلٍ بعيد إلا هندس عميم لا تتخلله مصابيح، أونجوم. ومضت عليه وهو على حاله تلك دهور ثم دهور. وفي ذات ليلة معتمة أحست الشمس بضيق شديد منه، وكأنها تكاد تَميًز من الغيظ، ففكرت أن تتفلى ناحيته في هدوء، ودرجت عن عمد في ثناياه، فتهاوت أركان هندسه أمام نورها الباهر. لكن الليل ارتأى أن يدافع عن منزلته، وأن يوقف زحف الشمس عليه، فهش شياطينه المخبأة في حضنه، فهرعت تنتف أشرطة النور نتفًا في كلّ صوب من جسدها المنير حتى ولّت منكسرة إلى منزلها. عقيب ذلك الظفرالسعيد نشرت شياطين الظلام نتف الشمس على وجه سيدها الليل، فازدان وجهه مُطرزا بالنجوم، وما زال كذلك حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى