أنثى المطر

الشاعر رائد حسين عيد / سوريا

 

 

هيَ بسمةٌ أُخرى، وينهمرُ المَطرْ
خطرٌ وجودُ القلبِ في قلبِ الخطرْ

عشرونَ ألفَ قصيدةٍ أحرقتُها
قبلَ اكتمالِ الشِّعرِ في وجهِ القمرْ

كانتْ إلى شفتيكِ أوَّلُ رحلةٍ
عادَ الشِّراعُ، ولمْ أجدْ منِّي أثرْ

لو لمْ تكنْ يدُكِ الصَّغيرةُ، لم تعُدْ
عُصفورةُ القلبِ الحزينِ من السفرْ

هيَ فرحتي الأُولى، وآخرُ فرصةٍ
للحبِّ، في زمنِ الكآبةِ والضَّجرْ

لمْ يبقَ في هذي البلادِ موانئٌ
للمتعبينَ، ولا ظلالَ، ولا شجرْ

سرقَ اللُّصوصُ العشقَ من أحلامِنا
فحقولُنا تعبٌ، وموسِمُنا خَدَرْ

لا شيءَ إلَّا الوقتَ، كيفَ نصوغُهُ
وَطَناً، وقدْ سرقوا الأماني والصورْ؟

كذَبوا، فصَدَّقَهُمْ زمانٌ عاهرٌ
وتَفنَّنوا بالقتلِ، واتَّهمُوا القدَرْ!

وجميلةٌ عَيناكِ مثلَ طُفولتي،
ضَحِكتْ بما يكفي لأحلامٍ أُخَرْ

هذا الشِّتاءُ – حبيبتي – مُترَدِّدٌ
هيَ بسمةٌ أُخرى؛ لينهَمِرَ المطرْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى