يبوس
سائد أبو عبيد | فلسطين
جسدي يَفورُ بِعِطْرِكِ الوَثَّابِ
باسْمِكِ
أنتِ وحدُكِ مَنْ يُراشِقُني المحبةَ في ذراعِ حديقةٍ أَثَّثْتِها
فوق الصباحِ أتى دويريٌ ليغمسَ بي هسيسَكِ
كاسِرًا عنا نعيقَ الحربِ
وجهُكِ وردةٌ صعدتْ بقلبي
كيفَ ينشَفُ ماؤُنا؟
أو كيفَ ينكسِرُ الغِناءْ!
هيَ أَنتِ أَقداسٌ موضَّأَةٌ
تراتيلُ النبيينَ السعوا بيني وبينَكِ
منذُ أن وضعوا ببيتي معبدًا للربِّ
يا عشتارُ إِنَّ الربَّ يعشقُنا
فأمطرَ ماءَهُ لخرافِنا
لورودِنا
للعشبِ في صحنِ القبابْ
فأنا اليبوسيُّ العتيقُ على ثرى مُوريا أفيقُ ربابتي
وأنا اليبوسيَ الحداءُ الطلقُ باقٍ في المعارجِ
والطَّريقْ
وأنا اليبوسيُّ الذي يهواهُ قلبي
كنتُ أطعمتُ النبيينَ السنابلَ
والتمورَ
وكنتِ منْ أطلقتِ في رئةِ الضيوفِ رحيقَكِ الوثَّابِ في موريا
وفي هدبِ الثيابْ
موريا سيبقى البيتَ \ مِتراسي الأخيرْ
موريا مصاعِدُ روحِنا
موريا يوضِّح لي هويَّتَنا
ويلمحُ بي مواريثَ الجمالْ
ودمي يُكرِّرُ مُنشداتِ النفسِ في أكتافِهِ
سنظلُّ مثلَكَ راسخًا
ونظلُّ مثلَكَ في شموخْ
سروٌ عليكَ
عليكَ يبقى واثبًا
فافتحْ ذراعَكَ لي لأنزعَ غربتي مني
وعن نايي الحزينْ
بذرَ الرحيقُ الحرُّ في كفَّيكَ وسمي لاحتراقاتي الأخيرةِ
في الرحيلِ إلى الهويةِ
والمعابدِ في الدِّيارْ
فسمعتُ في عشتارَ صوتي
والقصيدةُ في يبوسيٍ يغني للنَّهارِ
و للبقاءْ
موريا بيوتٌ للإِلهِ أَنا بنيتُ عمادَها
وأَنا الذي أحسنتُ للنزلاءِ فافترشوا الوفاءَ بمهجتي وبنفسي
صليتُ
كنتُ إِمامَهم
و وجدتُ خنجرَهم بغى في ظهري!
موريا عليكَ نشيدُنا
والنبرةُ العربيةُ الأبقى تظلُّ بصدري