خمس لقطات من تاريخنا الفلسطيني
بقلم: توفيق أبو شومر
إليكم خمس لقطات مضيئة من تاريخنا الفلسطيني، لعلها تسهم في إضاءة شمعة واحدة في وسط العماء الذي تعيشه قضيتنا الفلسطينية العادلة:
الأولى:
قدمتْ الجمعية الإسلامية المسيحية في يافا عام مذكرة للحاكم العسكري البريطاني في عهد المندوب هربرت صموئيل 1920-1925جاء فيها:
” فلسطين عربية ، إن نسبة العرب في فلسطين هي ثلاثون ضعف عدد اليهود، وما يملكه اليهود هو واحد إلى خمسمائة من أملاك المسلمين والمسيحيين.
يؤكد الفلسطينيون تمسكهم بحقوقهم حتى الموت، علما بأننا نحن العرب مسالمون، ولا يخطر ببالنا أن نطرد الآخرين ولكننا لا نستطيع الموافقة على أن يحرمنا ضيوفنا اليهود من حقوقنا السياسية، نرفض رؤية ملايين اليهود يتدفقون على فلسطين، فهذا سيكون سببا في اندلاع لهيب ثورات متتابعة، تدمر البلاد، وتلحق البؤس بالسكان.
إننا في فلسطين ولدنا، ونأمل أن نموت، وأن ندفن في تربتها المقدسة “
وجاء في منشور للجمعية الإسلامية المسيحية في القدس:
“نرفض السماح بتحويل فلسطين وطنا قوميا لليهود، ولا نسمح بتهجير أي يهودي، ونحتج على الحركة الصهيونية، أما اليهود الذين يقطنون فلسطين، فينبغي اعتبارهم مواطنين يتمتعون بالحقوق والواجبات التي نتمتع بها”
الثانية:
قرّر اللورد بلفور صاحب الوعد المشؤوم زيارة فلسطين عام 1925 للاشتراك في افتتاح الجامعة العبرية، فأُعلن الفلسطينيون الاضراب الشامل، ورُفعوا الرايات السوداء، وقررت صحيفة فلسطين أن تصدر باللغة الإنجليزية، وألقى السيد خليل السكاكيني خطابا وطنيا من على منبر الحرم الشريف، وطلب من بلفور مغادرة البلاد فورا.
من المعروف أن خليل السكاكيني فلسطيني عربي مسيحي، لم يعترض أحدٌ على ما فعل لأنه مناضل فلسطيني”
الثالثة:
كتب المعتمد البريطاني في فلسطين ( تشانسلور ) تقريرا إلى وزير المستعمرات (اللورد باسفيلد) عام 1930 حول أحداث ثورة البراق عام 1929 والتي كانت أسبابها إصرار المصلين اليهود على وضع الستائر والكراسي في حائط المبكى، رغم التحذيرات التي وجهت لهم؛ كتب يقول:
“إن موجةً من المشاعر العربية الوحدوية قد عمت فلسطين، والأقطار العربية المجاورة، ومن المؤكد بأن الحالة السياسية لن تعود مرة أخرى إلى ما كانت عليه قبل أغسطس 1929”
الرابعة:
في 15/4/1936 منحت بريطانيا مقاولا يهوديا عقدا لبناء ثلاث مدارس في يافا، فقام المقاول بتشغيل العمال اليهود فقط، فطوّق الفلسطينيون موقع إحدى المدارس، ومنعوا العمال اليهود من الوصول، وأدت انتفاضة العمال إلى قتل يهودي، وانتقم اليهود فورا، فقتلوا عاملين فلسطينيين، واشتعلت الثورة الفلسطينية الكبرى، وكانت هذه الحادثة سببا من أسباب اندلاع الثورة الكبرى.
وشكلت قيادة الانتفاضة الكبرى في نابلس في 20/4/1936 وأعلنت الاضراب العام، واستُحدثتْ اللجان التالية لقيادة الانتفاضة: لجنة رعاية المحتاجين، لجنة جمع التبرعات، لجان للخدمات العامة،وشكلت بعدئذ اللجنة العربية العليا.
ملاحظة أخرى ” لم يترك آباؤنا وزعماؤنا هذه الانتفاضة للأحزاب والجبهات السياسية ، ولم يسمحوا للرايات الحزبية.. ولم يكفنوا أجساد الشهداء بالرايات والبيارق الحزبية، ولم ينشغلوا أياما بصياغة البيانات اللفظية الهزيلة،كما أنهم لم يتركوا الانتفاضة تسير في العماء، بل خططوا لها تخطيطا دقيقا.
الخامسة:
كانت النية البريطانية تتجه نحو تقسيم فلسطين، فطلبت اللجنة العربية العليا من بريطانيا عقد مؤتمر عربي لنصرة فلسطين، فلم توافق بريطانيا، مما دفع اللجنة إلى عقد المؤتمر في بلودان في سوريا 7/9/1937
وحضر إلى المؤتمر أربعمائة وأحد عشر مندوبا من مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وكان رئيس هذا المؤتمر، هو ناجي السويدي، وهو رئيس سابق للوزراء في العراق.
وأكد المؤتمر على:
أن فلسطين جزءٌ من الوطن العربي، وأن للعرب الحق في الدفاع عنها، بل من واجبهم، واعتبر المؤتمر الدولة اليهودية تهديدا للعالم العربي، فهي قاعدة للاستعمار، وطالبوا بإلغاء وعد بلفور، وإيقاف التهجير اليهودي إلى فلسطين.
فهل سنتمكن من الاستفادة من هذا [ التراكم النضالي الفلسطيني ] لتحسين آدائنا؟