دُثرت ديار النابغي

أشرف حشيش | فلسطين

 الفنان التركي المبدع Musa Celik

للنابغيّ قصيدةٌ قد قالَها
في دارِ ميّةَ .. أينَ تلكَ الدارُ؟!

///

دُثرتْ ديارُ النابغيِّ وأهلِهِ
لم يبقَ مِن آثارِهم آثارُ

///

وحصونُ خيبرَ والنضير منيعةٌ
وبنو قريظةَ لا تزالُ تُزارُ

///

يا دارَ ميةَ هلْ تغيَّر أصلُهُم
أم أنّهُ التاريخُ والأقدارُ

///

يا ليلَ ميةَ (ليلى توفَ) تحيةٌ
صارتْ معَ (الشالومِ )فيكِ تُدارُ

///


ما ضاعَ بيتُ بني أبيكِ ونسلُهُ
لو كانَ يحفظُ نسلَهُ الأحرارُ

///

غاصتْ إلى القاعِ الكرامةُ لم يعدْ
للطامحينَ سفينةٌ وبحارُ

///

حتى القصائدِ قُوّضَت كديارِنا
وحروفُها كسقوفِنا تنهارُ

///

يا ربِّ مَنْ يا ربِّ يُرجِعُ مجدَنا
في عالمٍ يعلو به التٰتارُ

///

قد لا يصحُّ البوحُ فيما بيننا
ما دام في الدنيا يبوحُ العارُ

///

فأشدُ أنواع المواجع عندما
يحكي عن الشُّهدا بها الغدّارُ

//

لا عدلَ إلا عودةٌ أنغامُها
يشدو بها الرشاشُ.. لا الأوتارُ

//

زادتْ مدامعُنا ، وما من بسمةٍ
فاضتْ بها في وجهِكِ الأنهارُ

///

قد طالَ ليلُ الفاسدين، وفجرُنا
ما ساقَهُ للصابرين نهارُ

///

صحراءُ ذبيانٍ كنبضِ قلوبِنا
شوكٌ ، وطعمُ حديثِها مُرّارُ

///

أبصارُنا طارتْ إلى الشوقِ الذي
فيه استعادتْ نورَها الأبصارُ

///

كم ألفِ حيٍّ مثل ميةَ دارُه
تشتاقُ لو يزهو بها النوّارُ

///

سبعونَ قبرا دار ميةَ أُدخلتْ
وأعادها لقلوبنا الإصرارُ

///

لم تكترثْ بالموت إنّ شبابَها
في وعي ثورته تأجّج ثارُ

///

دارٌ إذا عاد الحبيبُ تنهَّدت
وتكلّمت عن شوقها الأحجارُ

///

والنابغيُّ يُعيد هيبة سقفِها
فيُشيد فيه الشعرُ والأشعارُ

///

فإذا الجراحُ النازفاتُ حدائقٌ
وإذا الثرى من عطرِنا عطّارُ

///

وسيخرجُ التجارُ من تاريخِنا
فالنصرُ ليسَ يقودُهُ التجارُ

///

وسيدخلُ التاريخُ من أبوابِها
فرحا، وتَصْلبُ حزنَها الأسوارُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى