حسب نفسي شمسي
طارق المأمون | أديب سوداني
الفنان التركي المبدع Musa Celik
مَرْبِضُ الشَمْسِ مَقْعَدِي عِنْدَ نَفْسِـي
أَقْصِرَا المَدْحَ حَسْبُ نَفْسِيَ شَمْسِي
///
لِــي مِــنَ الـنُّـورِ ضَــوْءُ كُـــلِّ ظَـــلامٍ
يُصْبِـحُ القَلْـبُ فِـي حِمَـاهُ وَ يُمْـسِـي
///
لِي مِنَ الدّهْرِ صَفْوِةُ العَيْشِ وَ الكَـدْرِ
وَ وَطْئِـي سَمَـا الـزَمَـانِ وَ دَرْسِــي
///
وَلَهُ هِـمّــةُ الـنُّـجُــومِ بِغَسِّ اللَـيْـلِ
مِـنِّـي وَ صَـبْـرُ أيُــوبَ مَـرْسِــي
///
اعْجِمِيـنِـي إذا اسْتَـبَـدّ بِـكِ الـطَــيْشُ
كَطَبْـعِ الدُنـيـا وَهِـمّـي بِطَمْـسِـي
///
اشْـحَـذِي الـرِّيـحَ فِــي عُـتُـوِّ هَـوَاهَـا
اضِرِمِي النَّارَ فِـي رُبُوعِـي وَ غَرْسِـي
///
أوْ ذَرِي الخَيْـرَ دافِقَـاً لَيْـسَ يُخْـشَـى
مِــنْ نّـفَـادٍ عَـلَـيْـهِ مَا غَـــرّ نَـفْـسِـي
///
اغْلِـهـا الـــوِرْدَ مِـــنْ شَـريــفٍ تَـزِنْـهـا
إنّـهــا الـنّـفْـسُ لا تَـسُـمْـهـا بِــرُخْــسِ
///
طَفْـتُ فــي غـابـرِ السِنـيـنِ اللّـوَاتـي
شِـدْنَ فـي الأرضِ مَمْلَكـاتٍ بِقَـعْـسِ
///
راكِـــبٌ غــيْــرَ نَــفْــسِ جــامِــحِ رأيٍ
أمْـنِـيــاتٌ مِــــنَ الـخـيــالِ بــرأســي
///
أوْرَدَتْ لـلـجَــمــالِ كــــــل نــفــيــس
لمْ يزَلْ في القلـوبِ يَبْنـي وَ يَرْسـي
///
شـاكَــسَ الـلـيْـلَ و الـصَـبـاحَ بِـــرَأيٍ
و الـجَـديــدانِ مُـمـعِـنـانِ بِـشُــكْــسِ
///
أيــنَ مِـــنْ بـابــلِ الـخـيـالِ خـيـالـي
حيْـثُ مـاروتُ بيـن سِحـرِ و طَـلْـسِ
///
و الــقــلاع الــتــي كَـسَـاهــا وَقـارٌ
كالقوانـيـنَ مِـــنْ جَـــلالٍ و حَـرْسِ
///
مـثـلـمـا شــادَهــا الـسُـعُــودُ زمــانــاً
أنـقَـضَ الـدَهْـرُ مــا أشـــادَ بـنَـحْـسِ
///
بَـزَّ مَـــنْ بَــزّ فـيــهِ بالـقـهـرِ قــوماً
و انطـوتْ صفـحـةٌ بلـيـلٍ و شَـمْـسِ
///
و اعتلـى المـجـدَ سامـقـاً غـيـرَ وانٍ
مـاهــرٌ نــــاوَشَ الـسِـمــاكَ بِـنَـخْــسِ
///
فـانْـتَـسِـبْ أيّــهــا الأديــــبُ لـنــيــلٍ
ناسَـبَ الفَجـرَ فـي ابـتِـدا رٍ ونُـكْـسِ
///
مَلعَبِ الشمْسِ بيْـن فَيْـضٍ و قَبْـضٍ
و مَــــلاذِ الـنـجــومِ أيّــــانَ تُـغْـســي
///
أنّــــس الـتــاريــخُ الأوابـــــدَ فــيـــهِ
مِن ضَـوارِي النُفـوسِ وُحْشـاً بأُنْـسِ
///
غـالَــبَ الـدّهــرَ مــــا عـلـيــهِ مُـلامٌ
مُكْتَسي المَجْـدَ أوْ لـهُ الـذلُ يَكْسـي
///
أرْفِــدِ الـقـومَ يا سَـلـيـلَ الـفَــرَاديـسِ
بِشَـتْـلٍ مِــنْ حِكْـمـةٍ أو بِـغَــرْسِ
///
ظاهِـرِ النَصْـرَ فـي عُيـونِ بَعَانْـخِـي
أفْطَـسِ الأنْـفِ مِـنْ سُـلالَـةِ فُـطْـسِ
///
مــا بَـنَـى الـدَهـرُ مِــنْ عَظـيـمِ بِـنــاءٍ
أنْـكَــسَ الــدَهْــرُ أهْــلَــهُ أيَ نُــكْــسِ
///
نَـفْـسُــهُ الــدّهْــرُ إذْ يُـشــيــدُ بِــأيْـــدٍ
يَـهْـدِمُ الـدّهْــرُ مـــا يُـشِـيـدُ بِـرَفْــسِ
///
بَايَعَـتْـهُ الصّـحْـراءُ بالمَـكْـثِ أوفَـــى
عَـهـدَهُ الـلـيـثُ رغمَ عُـمْــرٍ يُـنَـسّـي
///
قُـــمْ لِتِـرهـاقـا و ابْـقَ غَـيــرَ بَـعـيـدٍ
تَسْـمَـعِ الفَـخْـرَ مِــنْ لِـسانِ فِرنْـسِي
///
حيثُما جُلْتَ فـي المَـدَى كـان سَـرْوَاً
فـي أورَشليـمَ أوْ لَـدَى عَيْـنِ شَمْـسِ
///
و عَـظـيــمُ الـفِـعــالِ بَــيْـــنَ نَـكــيــرٍ
مِــنْ حَـسُـودٍ و زَائـــدٍ إثْـــرَ طَـمْــسِ
///
فِـضْ عَلَـى الأَرْضِ شامِخَـاً لِحَديـثٍ
ذِكْـرُهُ الحَـقُّ فـي الأناجيلِ قُـدْسِـي
///
و اطّـرِحْ قَـــوْلَ ذاكِـــرٍ بَـيــنَ قَـــوْمٍ
قَـدْ بَـنــا ذِكْـرَهُ الـمُـرِيــبَ بِـدَلْــسِ
///
يَـسْـلِـبُ الـلُّــبَّ مِـــنْ فُـــؤادِ بَـصـيـرٍ
وَ يُحِـيـلُ الأريـــبَ مَـكْـتـوفَ مَـــسِّ
///
كـم رعـا الوجْـدَ سامِـرُ مِـن فــؤادي
هــامَ بالنـيـلِ مركـبـا تـحــت قَـلْــسِ
///
والمَـلِـيـكَـاتُ بــيــن مُــهْــرٍ و ُرمْـــحٍ
و المَـدَى المَـوتُ غيْـرَ نَـقْـعٍ و بَــأسِ
///
قُـدْنَ للـبـأسِ مَــنْ رَأى الـبـأسَ أُمّــاً
تُرضِـعُ المَجـدَ بيـنَ سـيْـفٍ و تِــرْسِ
///
رُوحُ هَـذِي الحيـاةِ مَـنْ غَيـرُ قَومِـي
بَـثّـهـا اللهُ فـي شَـرَايـيـنِ جِـنْـسِي
///
مَـنْ عَـلَـى أرْضِـهـا خُلِـقْـنَ السّجَـايَـا
مِـنْ تُــرَابٍ فَـصِـرْنَ بِـالـرُّوحِ إنْـسِـي
///
سَـجَــدَتْ حِيـنَـهـا الـمَـلائِـكُ قُـرْبَــى
و الجِـنَـانُ الـتــي عَلـيـهـا سَيُـمْـسِـي
///
قُـمْ إلـى الحَـرْفِ مـا عَلَتْـكَ اللّيّـالِـي
أيّـهــا الـقـلْـبُ و استَلِـمْـهـا بِـخَـمْـسِ
///
حِـكْـمَـةَ اللهِ مِـــنْ حُـــروفٍ تَـجَـلّـتْ
بَثّهـا الفِكْـرُ فــي يَـراعِـي و طِـرْسِـي
///
كَـمْ أذابَـتـكَ سِـيـرَةُ الطُـهْـرِ تَـسْـرِي
فِـيــكَ يـــا نِـيــلُ كالـبَـتُـولِ بِـهَـمْـسِ
///
كالنّجـاشِـيِّ وَسْــطَ رَهْــطٍ تَسَـامَـى
عِنْـدَهُ القِسْـطُ فَــوْقَ عَــسٍ وَ قِــسِّ
///
يـا بْـنَ فَيْـضِ الدُمُـوعِ وَ الآيُ تُتْلَـى
وَ النّجَـاشِـيُّ فــي خُـشُـوعٍ وَ بَـهْـسِ
///
و الأعـارِيـبُ فــي انتِـفـاشَـةِ عِـهْــنٍ
هـبَّـهُ الـريـحُ فــي خُـنــوعٍ وبَـخْــسِ
///
و الـرَسُــولُ الأُهِـيــنَ يـحْــذَرُ أهْـــلاّ
لَـــــمْ يُــرَاعُـــوا لِــحُــرْمَــةٍ أوْ لِإرْسِ
///
أّيُّـهَـا الشَّـعْـرُ يـابْــنَ عَـــرْكِ اللَـيـالِـي
و امْتَـزاجِ الـرُؤَى بِفِـكْـرِي وَ حِـسّـي
///
وَ اغْــتِــنَـــامِ الـتِــفَــاتَــةٍ عَـقِـلَـتْــهَــا
يَقْظَـةُ الحِـسِّ وَ انْبِجَاسَـةُ حَـدْسِـي
///
صَـادَفَــتْ عَـابِـرَيْـنِ لَــــمْ يَـرْعَـيَـاهَـا
بِــالــتِــفَــاتٍ و لا بِـــإمْـــعَـــانِ دَرْسِ
///
مَـشَــتِ الــنــاسُ فَـوقَـهــا دُونَ رأي
و الأمـــورُ الـتــي مَـضَــتْ للـتـأسِّـي
///
إمْـسِـكِ الـدّمْـعَ فــي عيـونـك بـخلا
حـادثــاتُ الـزمــانِ تــكــرارُ أمــــسِ
///
ابْــكِ إنْ شِـئــتَ لِـلّــذي كـانَ قَـبـلْاً
وَ احْبِـسِ الدَمْـعَ بَعْدَهُـمْ أيَّ حَـبْـسِ
///
و امْضِ في الأرْضِ بَاطِشاً غَيْرَ رَاعٍ
غَـيْــرَ فَـضْــلٍ وَ رَحْــمَــةٍ لا تُـقَـسّي
///
مَـنْ رَأى النَـاسَ مِـثْـلَ رَأيِــي عَلِـيـمٌ
لمْ يَـدَعْ ماشِيـأً عَلَـى الأرْضِ إنْسِـي
///
عِـيـشَـةٌ نَـحْــنُ قَـدْ غُـلِـبْـنَـا عَـلَـيْـهـا
عَاشَـهـا الـحـرُ بِـيْـنَ نَـتْــلٍ و دَفْـــسِ
///
وامْـتَــرِئْ غُـصَّــةَ الـحَـيـاةِ مَـجَـاجَـاً
لا تَـــدَلَّـــى بِــرَشْــفَـــةٍ أوْ بِـــكَـأسِ