امرأة تعثر على رائحتها (4)

أحلام عثمان | شاعرة سورية تقيم في كندا

لم أرتق ثقب البحر في جسد الرجل الذي يجلس في منتصف الموج،

سمعته وأنا أجهز لأجله عدّة الخياطة يقول:

 اتركيه… إن مائي يتنفّس.

ولهذا ثقبتُ أصابعي واحداً تلو الأخر، لأُنصف ماتبقى بي من نهر.

لم أكن يوماً بهذه الجرأة،

أمدُّ يدي إلى مؤخرة الحياة، وأصفعها بكل ما أوتيت منها.

لم تتفوه بآهٍ واحدة، ولم أستردّ يدي من فم اللّعنة.

 

لم أكن أؤمن بشيء يسمّى الخوف،

 إلى حين تحسسّته بلساني،

 وأنا أمده للهواء القادم من العدم عابراً جسد المسافة آتياً بعريّها.

الخوف، الخوف خرافة العدم وأنا المنتصف.

 

ما كان للشعر أن يلتفت إليّ،

 كنتُ في الحديقة الخلفية للعالم طحلبةً زرقاء،

 أحاول التمددّ، كي لا تقسم ظهري الرطوبة.

 تتبّعني صيّرني شجرة،

 بساقٍ واحدة

ورأساً يهوي إلى الأعلى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى