عرض يائير لبيد.. هل ستصمت إيران؟
د. خضر محجز | فلسطين
طرح وزير الخارجية الصهيوني بائير لبيد اقتراحاً بتعزيز قوة السلطة في الضفة، مع تقديم تسهيلات اقتصادية لقطاع غزة، مقابل الأمن والهدوء. على اعتبار أن تهدئة طويلة الأمد في غزة قد تخلق ظروفًا أكثر ملاءمة للمفاوضات السياسية في المستقبل.
وأنا أقول بحول الله:
العرض الإسرائيلي ليس رسمياً بعد، وإنما هو رؤية وزير الخارجية يائير لبيد. وأتوقع أن المسيطرين في غزة سينتظرون أن يصبح رسمياً، وفي غضون ذلك يجرون حواراً داخليا حول قبول المشروع.
أوساط واسعة من داخل المستوى السياسي لديهم ـ ربما تكون الأغلبية ـ أتوقع أن ترحب بالمشروع. والمشكلة لديهم ستتركز فقط في التسمية. ذلك أن التسميات مهمة لدى التنظيمات الأيديولوجية التي تتحول إلى البراغماتية. لكن يجب تذكر أن هذا سيواجه معارضة قوية من العسكريين، فقد أتيحت لهم في السنوات الأخيرة فرصة السيطرة على القرار السياسي، في ظل ما يرونه فساد السياسيين.
ومن هنا فأي قبول من السياسيين بمشروع يائير لبيد سيغضب العسكريين. مع العلم أنهم لا يرغبون في أن يتحولوا إلى سياسيين، مقابل أن ينالوا حصتهم من القرار السياسي، فلا أحد يقبل بنصيبٍ مما هو له بالتمام. ثم إنهم لو قبلوا، لفقدوا ميزة القوة التي يفقدها السياسيون وتضعهم في الدرجة الثانية، فيصيروا مثلهم. والسياسيون أمكر ويستطيعون استبعادهم بعد تجريدهم من القايش العسكري.
وحاصل الأمر أن السياسيين سيقبلون بأي حل يؤمّن لهم السيطرة، ويستطيع إقناع جمهور الحزب بأن ذلك من صميم الدين. ولكنهم سينتظرون أن يكون هذا المعروض جديّاً. ولذا فإنني أتوقع صمتاً تاماً على جبهة حكام غزة، مع عمل دؤوب مع قطر، لإبلاغ الإسرائيليين بأن ما قالوه ليس مستحيل التحقق. وذلك في سبيل الحصول على مكتسبات سريعة قد يراها الإسرائيليون مجانية.
يبقى السؤال:
هل ستصمت طهران؟
لن تصمت، وستحرك أدواتها المعروفة. ولكن لدى المسيطرين في غزة ما يجعل خطر طهران قابلاً للسيطرة. فليست طهران قوية في كل الملفات.