أزمة الثقافة وعلاقتها بالمقدس

سمير حماد | سوريا

أزمة الثقافة العربية الراهنة تكمن في علاقتها بالمقدّس, إذ ثمة من يصر على اعتناق هذا المقدّس الشائع, بكل الممارسات الموروثة, والأفعال التاريخية والحكايات المروية, سواء حصلت ام لم تحصل, أو قريبة من العقل والمنطق, أم خرافية غيبية, كائنا من كان, من تنتسب إليه.

إن العمل بشعار النقل قبل العقل, أدى إلى إلغاء العقل وحرية التفكير والرأي، كما أن متراس المثقفين بدأ ينهار وأصبح الكثيرون منهم  مع الأسف تابعين لرعاة الإرهاب والتكفير إلى أن ساد مثقفو الفضائيات, وطبولها الجوفاء, أخيرا.

إن غلبة الماضوية وفكرها البائد, تزداد توغّلاً واستشراء, من خلال استغلال الدين لغسل الادمغة, وتبرير العنف للوصول إلى السلطة, ومن خلال جمود الانظمة الحاكمة التي اعتمدت الغاء ارادة المواطنين, وتجاهل حقهم في الفكر والاعتقاد والديموقراطية.

ان تقديس النقل وإلغاء العقل, هو مشكلتنا اليوم, وشعوبنا العربية وصلت إلى حافة الهاوية, فإما البقاء وإما الفناء, وبات وجودنا الحضاري مهددا, إما أن نخرج من التاريخ أو نجتثّ الخطر, كي ندخله، وليس أمامنا سوى الثورة الثقافية, كي تخرجنا من هذا الظلام.

 ليس أمام المثقفين إلا النهوض  للدفاع عن الوجود الحضاري, عبر الكتابة والرسم والموسيقى والغناء والبحوث والكاريكاتير، وإنشاء جبهة تنويرية واسعة لمواجهة الفكر التكفيري الظلامي وإعلاء شأن العقل, لإعلاء شأن الإنسان، والهوية الحضارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى