ضلالة هداية (٦)
رضا راشد | الأزهر الشريف
للرسام المصري (محمود مدني )
قلتها من قبل وأكررها تقريرا: ينبغي لمن يتصدى لتفنيد ضلالات هداية أن ينشغل بالجزئيات بعيدا عن النظرة الكلية الشاملة التى ترد ٱخر كلامه على أوله، وترجع بالضلالات إلى منابعها حتى تكون كلها كأنها مستمدة من جذر واحد..ولقد جانب الصواب فيما أرى من تصدى للرد عليه من جهة أنهم ناقشوا منه الأفكار الجزئية بعيدا عن منطلقاته وأصول ضلاله؛ ولهذا كان عنوان السلسلة #ضلالة_هداية، بالمفرد دون الجمع.
وإن ضلالة هداية ضلالة ولود لا ودود؛ تلد كل لحظة من الأضاليل ما يحير العقلاء ويُطيش ألبابَ العلماء.فإنك ما تكاد تكتب اسم محمد هداية على محرك البحث جوجل حتى تنثال عليك منه ضلالاته كما ينهال كثيب من رمال على شخص فيرديه قتيلا، أو كما ينثال البعوض في ليلة صائفة على ذي دم شهي لا يترك من جسده شبرا إلا وقد تكاثرت فيه الندوب والجروح..فمن إنكار المعراج،إلى إنكار الشفاعة،إلى إنكار الرقية،إلى إنكار عذاب القبر.. إلى كروب وراء ذلك كثيرة ..لكن هذه الضلالات ولدت – فيما أظن- من رحم واحدة؛ هي منطلقات الرجل وأصول نظره والتي تتلخص – فيما أرى – في هذه الأصول:
(^) إنكار السنة إنكارا مطلقا وعدم التعويل عليها في الاستشهاد.
(^) الاعتماد على القرٱن وحده مصدرا للتشريع .
(^) سلوك مسلك معوج في تفهم القرٱن وتدبر معانيه؛بعيدا عن قواعد اللغة العربية وفق ما سماه “قواعد تدبر الكلمة القرٱنية” فقد عرف بنفسه قائلا :”أنا قرٱني أفهم القرٱن انطلاقا من الكلمة القرٱنية لا الكلمة العربية”.
(^) الاعتداد بالنفس اعتدادا شديدا جعله يتسرع في مخالفة الجمهور والقول بٱراء شاذة غير مبالٍ
وكان له في ذلك وسائل منها:
(١) الجري في الخلاء، بنفث سمومه بعيدا عن مواجهة أي من العلماء بالشأن الذي يتحدث فيه تفسيرا أو حديثا أو لغة أو أصول فقه ..إلخ؛ تسترا على ضلالاته واستغلالا لهل المذيع…وكما يقول أجدادنا العرب: “كل مُجرٍ في الخلاء يُسٓرُّ”.
(٢) التعويل على فهم العوام مقياسا لإنكاره ما ينكره.فكلما ساغ له إنكار شيء استشهد بالمذيع: ما رأيك أنت في هذه المسألة؟!ماذا ستفعل أنت لو كنت في هذا الموقف؟وكأن العوام معيار الحق ومقياس الصدق !!!
(٣) الاعتماد على ذاكرة السمك التي هي عند الجمهور وعدم تتبعه لما يقول به قديما وحديثا ؛ولذلك تجده لا يبالى بالتخبط الذي بدا عليه في مساره الفكري فتراه في بدايته يقر بالشيء ثم يعود بعد سنين فينكره متبجحا بأن هذا رأيه منذ زمان طويل كموقفه من المعراج الذي كان فيسنة ٢٠١٣ يقر به وإن كان يسميه العروج ثم يجيء بعد خمس سنوات فقط (في سنة ٢٠١٨) فينكره وكموقفه من الصلاة التي كان يقول بفرضيتها، ثم عاد وقال إنها ثلاثة فروض فقط، ثم قال إنها فرضان فقط، ثم عاد أخيرا ليتراجع ويقر بأنها خمسة فروض..وكله بالقرٱن. والعجيب أن المذيع واحد في كل تخبطاته وفي كل مرة يبدي إعجابه…والله المستعان.