قراءة نقدية في قصّة الأطفال” نور العين “
هدى عثمان أبو غوش | فلسطين
“نور العين”قصّة للأطفال للأديب الفلسطيني سهيل كيوان عام2021 عن مكتبة كلّ شيء في حيفا،وتقع القصّة في 74 صفحة من الحجم المتوسط.
“نور العين”قصة للأطفال تثير في القارئ مشاعر الإنسانية وحبّ مساعدة الآخر،ومدى حجم سعادة المريض الّذي يجد من يتبرع له كما حدث للطفلة رشا وسعادتها بعد زراعة القرنية لدميتها التي تلفت عينها اليسرى بسبب قطرة الغراء.
في”نور العين”اختار الأديب سهيل كيوان،تمرير أهمية التّبرع بالأعضاء،وتثقيف الطفل بأُسلوب جميل سلس وممتع،من خلال الطفلة الذكية رشا التي وجدت الحلّ لمشكلة دميتها بمساعدة صديقتها ندى ونقل القرنية من دمية صديقتها لدميتها،وقدأبدع الكاتب في تصوير مشهد عملية زراعة القرنية وتصوير حالة القلق التي انتابت الطفلة رشا.(أسرعت وأسرعت)(شربت الماء البارد)تساؤلات رشا حول العملية،ووصف الدّقائق كأنها نصف ساعة.كما أبدع في إيقاذ حواس الطفل وإثارته وجذبه من خلال انفعالات الطفلة رشا سواء عند انتظار نجاح العمليةأو عند محاولة رشا معالجة عين دميتها حيث برزت الحركة في القصّة،الأمر الّذي يثير بصر الطفل إلى الحركات المختلفة.مثال على ذلك:كرّرت الفعل أسرع عدّة مرّات(أسرعت رشا للبحث في مكتبتها.
فأسرعت إلى المطبخ،وأسرعت إلى الدّميةفأسرعت وأحضرت ورقة).
وأبدع في تكوين الصورة الذهنية من خلال الحوار الجاري بين الشخصيات حيث المشاعر الإنسانية والمعلومة الطبية وتاريخها.
مرّر الكاتب عدّة رسائل من خلال هذه القصة منها: الحفاظ على النظافة،من خلال مشهد رمي الأوراق في سلّة المهملات.
أهمية التّفكير لإيجاد الحلّ.كما فعلت رشا.
العلم مفتاح الفرج.فمن خلال العلم والتطور تمّ التّوصل لزراعة القرنية.
أهمية شرب الماء.
الصحة أغلى ما نملك،وإنّ مسألة التّبرع بالأعضاء ليست هينة.بسبب صعوبة إيجاد المتبرع بسهولة،كما هو الحال عند الجد الّذي ينتظر المتبرع.
التّحلي بالصبر خاصة عند الأزمات وشكر الله على نعمه،والإصرار وعدم الاستسلام من أجل الحصول على الهدف،كما فعلت رشا حين أصرت أن تجد الحلّ لتلف عين الدّمية.
برزت في القصة علاقة الطفلة رشا مع الآخرين،علاقتها الطيبة مع جدها،علاقتها مع صديقتها رشا،علاقتها الجميلة مع دميتها، علاقتها مع المدرسة،تلك العلاقات اتسمت بالمودة والاحترام.
برزت شخصية ندى الصبورة،الذكية،الواعية،هي التي تنصح صديقتها رشا وتفيدها بالمعلومات.
مرّر الكاتب معلومة علمية طبية حول زراعة العين،وكذلك مصطلحات متعلقة بالقرنية.وذكر الأدوات الطبية المستخدمة في المشفى بصورة تصويرية.
استخدم الكاتب في سرده الشفاف المقنع الوصف،حيث وصف الدمية،وصف مشاعر الجدّ في انتظاره لإيجاد المتبرع، وصف شخصية رشا الذكية والمثقفة والواعية،وصف حالة التوتر والقلق عند رشا في انتظار انتهاء العملية للدمية. أمّا الحوار فقد جاء باللغة الفصحى،وقد كشف الحوار عن عمق العلاقة بين الجد وحفيدته رشا.
وقد استشهد بالمثل المتعلق بالصحة(الصحة تاج على رؤوس الأصحاء،لا يراه إلا المرضى).
اختار الأسماء رشا وندى وفيهما موسيقى،كما احتوى السّرد على روح الدّعابة.وانتهت القصة بالسعادة والأمل ممّا يبعث في نفوس الأطفال الراحة.