عصاري “ووهان”

عبد الرزاق الربيعي

إلى مدينة “ووهان ” الصينيّة في محنتها…

 

ما الذي تخبيء لي

هذه العصرية ال”ووهانية “

من مباهج

وأنا أفرش سمعي

وبصري

في زوايا جنة أرضية صغيرة

معلقا أوراقي

وروحي القصيرة

على صف طويل من علامات الإستفهام ؟

                 ***

ما الذي يجعل تلك الفتاة المستقيمة

  كرمح أبيض

مليئة بالمرح

وهي تمشي خلف كلبيها المدللين

اللذين يحب أحدهما الآخر

مثلما تكن تلك الشجرة لأختها الحميمة

من عطر ؟

              ***

ماالذي يسعد تلك الصغيرة

 العائدة من المدرسة

مسندة  على ظهرها حقيبتها

 المليئة بالأناشيد الكونفوشوسية

وفي قفص يدها  ظل أبيض لأرنب خجول ؟

                   ***

و ذلك الشيخ الذي يبحلق عاليا

ماذا يأمل من طائرته الورقية التي ترتفع …ترتفع

غير بهجة طفولة متقاعدة

معلقة على خيط  السماء ؟

                   ***

وكم سمكة زينة وضع هذا الطفل

 ذو السروال المفتوح للريح

في شبكته المليئة

 بالحصى الملوّن؟

             ***

وكم نهرا قطعت

درّاجة تلك الفتاة

في طريق عودتها من العمل

لترقص في ساحة “مدينة الشمس الذهبية “

على أنغام شمس توشك

على الرحيل؟

            ***

وماذا يهمس ذلك الفتى

في أذن تلك الحمامة

المترعة

بموسيقى الوجود؟

            ***

ولماذا يقف ذلك الشرطي

والطيور في ساحة المدينة

غادية

ورائحة

آمنة

مطمئنة

مزهوة بريشها المبلل

والأكف التي تصافحها

والإبتسامات التي تهب

مع كل نسمة حب  في “ووهان”

              ***

وهل سيستمر الصغار

 في لعبهم

بعد أن أغادر هذه الجنة

الى جحيمي الشخصي؟

…………

* ووهان :عاصمة مقاطعة خوبي الصينية  يخترقها  نهر اليانغتسي أطول أنهار الصين، وثالث أطول نهر في العالم يفتك بها هذه الأيام وباء” الكورونا”، والنص كتبته من وحي زيارة لها قمت بها عام٢٠٠٩، وقد ادرجته في مجموعتي الجديدة” نهاراتٌ بلا تجاعيد” الصادرة عن الآن ناشرون وموزّعون ” ضمن إصدارات الجمعية العمانيّة للكتّاب والأدباء٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى