رَحِم البكا

الشاعر والناقد برهان غنيم / مصر

خبَّأتُ في صمتي زلازل محنتي
ونثرتُ فوق توجعي آهاتي

كَذَّبتُ في النبضاتِ لوعة يأسها
ورجمت فيَّ أبالسَ العثراتِ

فبدا التوجُّعُ في العيونِ مُوَرَّدا
أخفي بعيداً ظاهرَ المأساةِ

أمشي كمن ملَكَ الهناءَ بقبضةٍ
بخُطَى الملوكِ أوزِّعُ البسماتِ

لكن جرحَ الأمنياتِ يجيئني
سيلاً ويدفعني إلي كبواتي

فطرقتُ بابَ القلبِ فيَّ أضمُّهُ
فيجيبُني من ذا يكون الآتي ؟

الصوتُ يشبه صاحبي في نبرةِ
مجهولةٍ تبدو ببعضِ ثباتِ

هل أنت من هزمَ المآسيَ كلَّها ؟؟
وحصدْتَ كأسَ النصرِ في الجولاتِ ؟

فأجبتُ حقا إنني ذاك الذي
داوَى الجراحَ بأبسطِ الوصفات

أنا من سرقتُ العمرَ من رحم البُكا
ودفنتُ فيه كواسرَ الأنَّاتِ

كنتُ المهرِّجَ راقصاً من طعنتي
بل إنني صاحبتهم .. طعناتي

في كل معركةٍ أقيمُ وليمةً
أبدو أنيقاً واثقَ الخطواتِ

كنتُ الضحوكَ إذا انتشت آلامُهم
في داخلي بجوارحي وصفاتي

وأبصُّ بالإحساسِ ألحظُ جيشَهم
يقتاتُ فيَّ كأفخمِ الوجباتِ

لكنني أيقنت أن تحملي
زهَدَ التحملَ واصطبار حياتي

والآن ترفضني المصائرُ كلُّها
وتردني متلعثمَ الطرقاتِ

آوي إليك كجبِّ يوسفَ واثقاً
أن اختباءَ النورِ في الظلُماتِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى