على من يطلق وحيد الطويلة الكاتيوشا
أسامة علام | مونتريال
كيف أكتب عن رواية وحيد الطويلة الجديدة. وحيد الذى يذيب قلبى بمحبته ووده الذى لا ينتهيان. وحيد الذى يخرج من كل رواية كاتب بكر وكأنه لم يكتب أبدا. وكأنه فى كل رواية كاتب شاب يتحسس جسد الكتابة ويذوب معها. عجيب جدا وحيد الطويلة هذا ومدهشة على الأبد كتابته.
قرأت كاتيوشا كمسودة. وهو شرف من كاتب كبير اختص به كاتب هاو. قرأت مسبقا كل ما كتب وحيد. وقلت لنفسى لاشئ بعد الوصول للقمة سوى النزول منها. كانت باب الليل صفعة فى عالم الفضفضة والاعتراف. وكانت حذاء فلينى لعبة مركبة مدهشة وفاتنة. وجلست أمام كاتيوشا فى شدة الحيرة.
لن أحرق الرواية المنتظرة بشدة. لكن وحيد فى الفصل الأول ألقى فى وجه القارئ بحبكة الرواية كلها. وكأنه لا يبحث عن فعل الكتابة المدهش. بل مجنون يعلم المجانين البديع من فعل الجنون والمحبة والغضب.
وحيد فى كاتيوشا يعلم الرجال على لسان امرأة كيف يكون الضياع الحقيقى موجعا وصادما. امرأة تكتشف خيانة زوجها وعشيقا فى اعتراف محب يتبعه غياب للحبيب وغياب أخطر للمرأة فى عوالم غضبها.
هل أنا مجنون لأقول بأن وحيد الطويلة فى كاتيوشا روائى غريب وخطير على الكتاب والقراء على حد السواء. خطير حتى على ذاته الذائبة فى محاولة للفهم والتطهر.
كاتيوشا رواية شديدة النعومة والرهافة والخطورة. رواية لا يكتبها سوى رجل لم يعد يمكلك سوى قلبه ليقدمه على لسان امرأة لعلنا نستطيع الفهم. أو لعله أستطاع التصديق بأن الكتابة تسلخ جلد المحب والكاتب ومن يحاول أن يفهم معنى الحب.