ثرواتٌ وهمية!!

صبري الموجي | رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة

ابتزازًا لأموال البُسطاء، تنافست الفضائيات فى عرض برامج مسابقات تافهة، تهافت عليها المُشاهدون طمعا فى الثراء السريع، إذ ترصدُ آلاف الدولارات فى حالة الإجابة عن سؤال الحلقة، والذى دائما ما يكونُ أبعد عن تقديم معلومة أو إعلاء قيمة، أو بث فضيلة.

وتُعتبر المُكالمات التليفونية – التى يتعمدُ المذيعون إطالتها مع المتسابقين من غير داع – هى وسيلة تلك القنوات لابتزاز أموال الناس الحالمين بثروة قارون والمكسب السريع .

ورغم إعلان الفضائيات منح جوائز للفائزين، إلا أنها فى الحقيقة هى المستفيد الأول، والفائز الأكبر، فلو شارك مليون مُتسابق فى مسابقة ما – وهو عدد قليل فى دنيا المسابقات – مع اعتبار أن تكلفة المكالمة على أقل تقدير10 جنيهات، فإن حصيلة ضرب الرقمين تكون 10 ملايين جنيه، يأخذ الفائز منها10 آلاف جنيه، ويصب الباقى فى جيوب الشركة الراعية، والفضائيات المُعلنة.

وإنفاذا لمُخططها الدنيء لجأت تلك البرامج إلى حيل خبيثة لِجَرِ رِجل المُتسابق، فجندت مذيعات تنافسن فى تدليل المشاهد، ودغدغة مشاعره، وإثارة غرائزه، إما بالغمز واللمز، أو بالضحكات والهمسات والملابس الساخنة، التى تُظهر أكثر مما تُخفى، فضلا عن تمايل أجسادهن عند طرح السؤال بصورة مُفرطة، يتمايل معها قلبُ المشاهد الطامح للثروة الموهومة التى ربما أتته بضربة حظ عن طريق الإجابة عن سؤال المسابقة.

وتعتمد فكرة تلك القنوات الشيطانية على استغلال أوقات فراغ الشباب، واحتاجاتهم المادية، وما يعانونه من فقر مدقع نتيجة عدم توافر فرص العمل وبطالة معظم الخريجين، فتطرح أسئلة تافهة لا تستحق مجرد الالتفات إليها، وتضييع الوقت فى الإجابة عنها.

وتكمن خطورة تلك البرامج – بالإضافة إلى أنها تبتز أموال البسطاء – فى أنها تعمل على تفريغ عقول الشباب وتسطيحهم فكريا ومعرفيا، كما تسهم فى انحطاطهم القيمي والأخلاقى، إذ لا تخلو مُعظم المسابقات من ظهور مذيع رخو مُخنث، أو مُذيعة رخيصة تخضع بالقول، وبجوارهما صورتان غالبا ما تكونان لممثلة تكاد تكون عارية، وبين الصورتين فارقٌ بسيط من يعرفه بعد التدقيق والتمحيص والغوص فى جسم صاحبة الصورة العارية يفوز بجائزة المُسابقة.

كما تتمثل خطورة تلك البرامج أيضا فى أنها تساعد المشاهدين على الجرأة والابتذال، والذى نلمسه فى مُعاكسات المُشاهدين للمذيعات، وتلفظهم بألفاظ إباحية تخدش حياء بقية المشاهدين، والأمثلة كثيرة!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى