لا تهمل نفسك
بدرية بنت حمد السيابية | كاتبة عُمانية
اللوحة للفنان: فرديناند جورج فالدمولر (، 1793 – 1865)
حين تنطفئ الشموع، تبقى دموعها باقية متجمدة تُعلن عن انتهاء لهيبها وحيويتها وبهجتها وتبقى عالقة بين الاشتعال والانطفاء، تُعلن عن انتهاء يومها إلى أن يأتي أحدهم ويشعل نورها من جديد لتعيد لها روح الحياة – هكذا هي القلوب ترتوي بالاهتمام والحب والود وتذبل بالنسيان والهجران، حين يقل الاهتمام يصبح هناك خلل في وتر الاحساس وتتراقص الأفكار السلبية وتكثر الأسئلة باستمرار وتغلق علينا دائرة الشك ويصبح الخروج منها صعب.
عندما تحب شيئا تهتم به كثيراً ويهمك سعادته وراحة باله فتُقدِّم أفضل ما لديك حتى تكسب محبته، ولكن لابد هناك من وجود ثغرات تترسب إلى عقول البعض وسوء الظن يصبح هاجس في مخيلتهم، يراقبون الناس عن بُعد وعن قرب وكثرة الأسئلة كمثال :أين ذهبت؟ ومتى رجعت؟ وغيرها من الأسئلة الخاصة، فدع الخلق للخالق، البعض يقتلهم الفضول لمعرفة كل صغيرة وكبيرة وبعض الأحيان يكونوا متربصين بكل لحظة ولا يفوتهم شيئا، لربما البعض سيقول هذا هو الاهتمام، ولكني أخالفك الرأي؛ فعندما يكون الاهتمام زيادة عن اللزوم والتدخل في خصوصية الناس لا يُعتبر اهتماما، وإنما فضول سام قاتل يقتل صاحبه بالتدريج ويسيطر إدمان “الفضول” عقله.
ماذا ستستفيد من هذا كله من مراقبة الناس وانشغالك بهم؟ اصنع لنفسك هدفاً وانشغل بنفسك، فمراقبة الآخرين من الأساليب السيئة التي يلجأ إليها بعض الأشخاص لغرض مَرَضي في أنفسهم؛ كالتشهير بالآخرين، أو للتعرف على أسرارهم، وقد يأتي هذا الفضول من باب الحسد وكراهية الآخرين، وفي ذلك ما يفسد الود بين الناس، ويقوض العلاقة بينهم، ويزعزع الصلات والثقة بينهم، حب الخير لك ولنفسك ولا تجعل كل اهتمامك للآخرين وتنسى نفسك، فكر في هذا اليوم ماذا ستقدم لنفسك من العطاء والحب؟ ارسم أهدافك في فضاء مخيلتك وطبقها في الواقع الذي تعيش فيه ، الحياة جميلة ببساطتها وصفوة نقائها.
فكل ما خلق في هذا الكون ليس صدفة هناك رب مدبر كل شيء، تأمل واستمتع بما خلقه الله على هذه الأرض الطيبة فالإنسان يعيش لحظات مممزوجة بين الفرح والحزن فلا تجعل كل يومك هم الآخرين، اسعد نفسك بنفسك وابحث عن ذاتك وطموحات بين صفحات الحياة البيضاء فكر، خطط، نفذ بما تحبه وتسعى إليه فالحياة قصيرة، نفهمها جيدا ستعطي لنا رموز السعادة ونعيش بطمانينة ونغادرها برحابة صدر ورضا الله يرافقنا، لنترك بصمة تُحكى من بعدنا.