في لـُـجـَّـةِ الشـّـوق

محمد العياف العموش| الأردن .
في لـُـجـَّـةِ الشـّـوقِ ، أقـصی لـَـذّتي غـَـرَقُ
لقد تــَـنـَـفـّـستُ حتى قـِـيلَ : يـَـختـَـنـقُ
||
بي رِعـْــدةٌ منْ حـَــياءٍ حينَ قــَـدّمني
جـَـمـْـري إلى حـَـضرةِ المعنی ، وأحتـَـرِقُ
||
أعــلايَ أدنـی مـِـنَ الأرضِ التي حـَـمـَـلتْ
نعــليك طــُـهراً ، فمـا أدنــايَ والأفـُــقُ !
||
أمّي – بـِـشــيبَـتِـها – ، صـَـلّتْ عليكَ ضـُـحیً
حَتّی تــمـَـدّدَ في أحــداقِـها الشـَّـفَقُ
||
قَلبي تـَـنَــقّــلَ في أحـجارِ سـُــبحتِها
ولمْ نَزلْ – لاندهــاشٍ فيك – نـَـعـتَـنِقُ
||
وَقــَـابَ تـَـســليمتـيـْـنِ انثــالَ اســئلةً
دَمـْــعُ التـَّــباريحِ في آثـارِ مَنْ عـَـشـِـقوا
||
يا حـَـابـسَ الفــيلِ تـعظــيماً لكعــبتهِ
حـُـبِـســتُ بالشـَّــوقِ للمـَـحبـوبِ ، وانطـلـَـقوا
||
أرِقــْـتُ فـيهِ وَنـامــوا في لـَـذَاذتـِـهِمْ
وفـيكَ يـَـفضـُــلُ شـَـهدَ الغـَـفوةِ الأرَقُ
||
تـَـركـتُ عند مـَــتاعِ الشـَــكِّ أســئلتي
وجـِــئتُ والشـَّـوقُ والتقصيرُ نســتبقُ
||
شـُـدّي على القـَـلبِ خـَيطَ السـُّـبحةِ ، انفرَطَتْ
مـَـســابحُ الصـَّــبرِ حتى مـَـالـَـتِ العـُـنُـقُ
||
مــاذا تـَـری ؟ قـــلتُ زاغـَــتْ كــُـلُّ باصرةٍ
إنّ السـِّـتـارَ على شـُـبـَّـاكـُـهِ حـَـدَقُ
||
وما اتـَّــهـَـمتُ سـَــوادَ العـَـينِ في بـَـصرٍ
لكنْ تـَـغـَـشـَّــاهُ نـُورٌ مـُـعـجـِـزٌ يـَـقـَـقُ
||
قـالـَـتْ : بـِـقـلبِكَ فانظـر حـُـسنَ طـَـلعـَـتـِهِ
إنّ المـُـحـِــبَّ برؤيا قـَـلبهِ يـَـثـِـقُ
||
الآنَ ؟ ، قـُـلتُ أری حـِـبـراً على وَرَقٍ
الآنَ ، قـالتْ : يـُـضـِـيءُ الحـِـبرُ والوَرَقُ
||
في حـِـضنِ أخـتِ بني سـَـعدٍ ومـَـوكـبـُــهُ
الوَحــيُ والآيُ والأيتــامُ والألَـقُ
||
جـِـبريلُ آنَ انشــقاقِ الصِّدرِ يحضـُـنـُـهُ
طـِـفلاً يـُـعـَــدّ لكـونٍ فيه يـَنعـَـتقُ
||
قالتْ : بـُـهـِــتُّ ، – فأدناني – ، وحـُـقّ لها
وكان يـَـخصـِـفُ نـَـعلاً ، والهوی طـُـرُقُ
||
مـاذا رَأتْ في الجـَـبينِ الصـَّـلتِ عائشـةٌ
لَمّا تَوَلـَّــتَ نــُـوراً أيّها العـَـرَقُ
||
بالطُّــورِ ناجی كلـيمُ اللهِ سـَـيّدَهُ
وسـَـيّدُ الرُّسـْــلِ للأكــوانِ مـُـختَرقُ
||
قد جـُـزتَ سـَـبعاً إلى مـِـيعادِ تــَـكـرُمةٍ
يـُـدنيكَ من طـَـبقٍ للمـُـنتهی طـَـبَقُ
||
نَجـَـا الخـَـليلُ من التـَّـحريقِ عن ثـقـَـةٍ
دأبَ الذين بِلُطفِ اللهِ قد وثقوا
||
اليومَ أكملتُ – قالَ الحَقُّ – دينَكَمُ
واستبـشـَـرتْ – قَبلها – بالمُنتهی العَلَقُ
||
يا حاملَ العروة الوثقی ومُبلغَها
لولاك كم أمّةٍ بالنّار تَحترقُ
||
يا أرفعَ الخلقِ مقداراً ومنزلةً
وكانَ أرفعَ ما في الأرفعِ الخُلُقُ
||
كَسَوتَ بالسندسِ الدّنيا وقد عَريَتْ
وكانَ يُرضيكَ منْ أثوابِها الخَلَقُ
||
ما زلتُ في سُبحةِ التّبجيلِ مُنتَظِمَاً
أنا وإصبعُ أمّي والهوی نَسَقٌ
||
فاقبلْ شفاعةَ أمّي في شَفاعتكمْ
صَريحُها الدّمعُ ، ما في جَفنِها مَذِقُ
||
يا أكرَمَ الخلقِ طُرّّاً رحمةً أزلاً
مِمّنْ سَيُخلَقُ أو ممّنْ بها خُلِقوا
||
رَطّبتُ بالدّمعِ ما أيبستُ منْ لغتي
حتى تَوَرّدَ في أطرافِها الحَبَقُ
||
حسبي إذا لمْ ألِجْ للدّوحِ تَقصرةً
أنْ قد تَطاولَ حتى عَمّني العَبَقُ
.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى