إنّها حلب
أحمد سحاري | سوريا
لا شيء مثليَ يكويه الهوى حلبُ
فوق المدائن حسنٌ والسما شهبُ
///
تاريخ أحلام أبطالٍ وشهوتُهم
للمجد قل لعلا الجوزاء ما وهبوا
///
سلوا العموريّ نور الدين هل حُرقتْ
جدرانها فأبى التذكار والنصب
///
عاثوا فساداً بك القطاع مجزرةً
لا قلب يبقى أمام المال أو عصب
///
مرّوا بقلعتها ذاك الشموخ بها
يتلو عليكم لسانٌ بيّنٌ طرِبُ
///
قداسة الشعر إعجاز اللغات بنا
ترقى ألا علّموه الوقْع واكتتبوا
///
ماذا سنحكي وهذا الحب معتنقٌ
كيف البواح وكيف الكبت والكذب
///
شهباء نكذب لو قلنا هنا سعةٌ
كل البقاع بها يا نفس تضطرب
///
وعنك نبحث في أصقاعها عبثاً
وإنّك الدم في الشريان والعصب
///
أحزاننا فيك ما لانت ولا خبت ال
أوجاع نقسم إنّا فيك نُحتطَب
///
أهلوك ما أكلوا خبزاً ولا هنئوا
إلا به غصصٌ حتى ولو شربوا
///
بين الشوارع روحي فيك طائفةٌ
تبكي الحواري وأطلالاً لها العجب
///
جيرانها رحلوا ما ودّعوا أحداً
حتى المتاع دموعٌ كلها عتب
///
أسائل البيت في سرٍّ أينقلبوا
يقولها باسماً عد .. إنّها حلبُ
///
يا صحبة الحيّ ياأهلي دمي سكن ال
ساحاتَ فيها وفيني تسكن الترب
///
أنّى ارتحلتم فما في الأرض من سكنٍ
لا الماء ماءٌ ولا ترويننا القُرَبُ
///
رغم البعاد فهذا الموت يأكلنا
وترخص الروح ما شاءت لها الطلب
///
أين الصغار ، ازدحامٌ في مشاجرةٍ
تغلي بهم حارةٌ والقلب يلتهب
///
هذي البلاد بها قلبي يئن ونب
ضه يصيح: ألا هوّن بمن نُكِبوا
///
دموع من ثكلوا بالكفّ قد ملئت
إليك مدت وزادت ربي النوب
///
صوفيّةٌ أنت ما بين الإله وبي
نك الستائر إذ دارت ولا الحجب
///
لا تخشي الروم أو كسرى فسيفك مم
شوقٌ يدٌ من حديدٍ ما بها نَصَب
///
لن يسرقوا منك تاريخاً ولا حجراً
مهما تسلط فيك الجائع السغب
///
يا سادة الحكم ما نفع الدعاء لعا
رٍ ..سل وهل ملأت بطناً هي الخطب
///
ماجاع من فيك لا يظمى ولا شظفٌ
بل جنةٌ حلوةٌ تدنو له الرطب
///
لست الموائد إن مدت على مضضٍ
أنت القرى كل ما لذت به الطيب
///
من عاش في حارةٍ أو مرَّ فيك ببا
حةٍ فمن حوله قد تنحني قببُ
///
من طاف فيك ومن لله قد سجدا
ما لام من قتلوا شنقاً ومن صلبوا
///
من مرّ أبوابك السبع الحسان يرى
ترتيلها تفصح الآثار والعتب
///
عواصم الأرض حيرى كلّها حسدٌ
إلا دمشق الهوى عشقٌ بها عجب
///
كل الخلائق نشوى فيك تسكر من
صوتٍ .. قلوبٌ بصدحِ القدِّ قد سُكبوا
///
لا تسألوا كيف هب هذا الجوى ألماً
دوافع الحب مقتولٌ بها السبب