سلوى هديب.. المرأة الوردة حاملة راية الكفاح والنضال على طريق التحرر والخلاص

محمد زحايكة | القدس العربية المحتلة

من الناشطات في الحركة النسوية الفلسطينية في القدس.. سلوى هديب التي عاصر الصاحب إلى حد ما مشوارها الكفاحي من خلال متابعته للفعاليات النضالية والكفاحية ونضال المرأة الفلسطينية على الصعد كافة التي كانت تنتظم في شوارع وميادين القدس بكل جرأة وإقدام وفعل ثوري شهد على حالة نهوض وطني عارم إبان الثمانينيات وقبلها السبعينيات ومرحلة الانتفاضة العظمى حتى أوائل التسعينيات من القرن الراحل.

وما حفز الصاحب على تسجيل شهادته المتواضعة بحق الناشطة والمناضلة سلوى هديب هو ما أشار إليه الكاتب الأسير حسام زهدي  شاهين أحد قياديي حركة فتح الشباب في كتابه الأغر “رسائل إلى قمر” من معلومات كانت خفية على الصاحب تشير إلى جملة من المواقف البطولية التي اجترحتها سلوى تلك المرأة الوردة والثائرة برفض خياطة ملابس جنود الاحتلال في السجن مع رفيقاتها والحركة المثيرة والجريئة  بطباعة بيان الانتفاضة رقم 12 للقيادة الوطنية الموحدة بتكليف من القائد الراحل فيصل الحسيني بعد أن أغلق الاحتلال كل المطابع على مستوى الأراضي المحتلة وتشدق بأن البيان 12 لن يرى النور، فكان التحدي الأكبر أمام سلوى الانتصار في هذا التحدي بالانطلاق إلى الجنوب إلى  خليل الرحمن وبطباعة البيان على عينك يا تاجر بمساعدة  طبيب فلسطيني  ثائر في  قلب مستوطنة كريات أربع المتطرفة بحجة شراء ماكنة الطباعة من مستوطن كان قد عرضها للبيع قبل ذلك.

ويسطر الكاتب الأسير شاهين صور مشرقة لهذه الإنسانة المكافحة وما تعرضت له من أساليب تحقيق قاسية وصمودها في أقبية التحقيق في المسكوبية بسبب ما اكتسبته من والديها ومن ظروف استشهاد بعض أقاربها في طريق الكفاح الطويل، الأمر الذي انعكس على قوة شخصيتها وصلابتها وتحقيقها أرفع الدرجات العلمية  رغم ظروفها الأسرية والنضالية الشاقة حيث شقت طريقها  العلمية في مجالات  وتخصصات عديدة منها  التمريض وجراحة العينين في مستشفى العيون. كما كانت سلوى تشارك والدتها وأخريات في زيارة الأسرى العرب ومن أبرزهم الراحل الشهيد سمير القنطار وتؤمنان لهم الكثير من الاحتياجات واللوازم.

ودهش الصاحب من أهمية هذه المعلومات التي أفاض بها الأسير شاهين وتأكد له أنه أمام  شخصية قيادية من طراز خاص وهبت نفسها لقضيتها الوطنية عن قناعة وجرأة، وسارت على درب النضال والكفاح  بعزيمة وإقدام ورأس مرفوعة . 

وعندما كان الصاحب يلتقي بسلوى هديب كان يقف أمام إنسانة واثقة من نفسها ولها قدرة غير محدودة على  العطاء بشغف وهي تبدو في حالة دائمة من الابتسام والتفاؤل بأن المآسي  التي يمر بها شعبنا والتضحيات التي يقدمها، هي ضريبة واجبة لنيل الحرية وأنها ممر إجباري لتحقيق الأهداف الوطنية العليا مهما طال الزمن. فنضال الشعوب من أجل التحرر الوطني هو حتمية تاريخية لا يمكن قهرها ولو بعد عشرات السنين من الكفاح المستمر والمتواصل.

لقد حملت سلوى هديب رسالة الكفاح الوطني ورسالة  تحرر المرأة لنيل المساواة مع أخيها الرجل مدركة تمام الإدراك أن الحرية والمساواة لا يمكن الحصول عليها بدون الكفاح المرير والصبور وتقديم التضحيات الجسام. وتبوات سلوى هديب العديد من المواقع الرسمية بعد دخول السلطة الوطنية الفلسطينية كوكيل وزارة المراأة ووزارة شؤون القدس لدورها في حمل هموم المراة وهموم مدينتها القدس التي عاشت بين حواريها وازقتها .

سلوى هديب علامة مشرقة في مسيرة كفاح المرأة الفلسطينية بقيت على العهد ترفع رايات النضال والصمود على طريق التحرر الوطني والاستقلال الناجز ولو بعد حين من الدهر.  لها كل المحبة.. تلك المرأة الوردة الصنديدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى