السبت. الأحد. الجمعة.. قبل أن نتخذ القرار

أحمد الجحفلي | شاعر عماني

تم الحديث خلال الأيام الماضية عن عطلة السبت والأحد ودوام الجمعة إلى قبل الصلاة في الشقيقتين الإمارات والسعودية… وإن إمارة الشارقة استمرت في رفع قدر ومكانة يوم الجمعة لأنه يوم صلاة وعيد ولقاءات أسرية للمسلمين وجعلته يوما كاملا عطلة، وعليه زيد وقت الدوام في الدولتين الإمارات والسعودية في الأربع أيام من 7.30 إلى 3.30 ، والحقيقة أنه من العدل أن توزع ساعات العمل على بقية الأيام وإن طال يوم العمل وتأخرت العودة إلى البيوت.. ولكن يتناسى الخليجيون هذه القاعدة الاقتصادية أو ينسون أننا نعيش في بلاد حارة طوال العام تقريبا فليس مناخ بلادنا كبلاد المشرق والمغرب فمناخ البلاد العربية متعب ومرهق ومغبّر وحارق ورطب لثلثي العام وبالتالي إطالة الدوام سيكون له عواقب خطيرة ومرهقة للموظف والأسرة وجودة وانضباط العمل نفسه ولست هنا بصدد تقييم حرفي لإيجابيات وسلبيات ذلك ولكن في حال تطبيق الفكرة فعلينا أن ندرس الموضوع من كافة الجوانب أولا ونقيس كل الاحتمالات قبل الشروع في تدشينها.
لقد كنا نتحدث خلال الفترات الماضية عن تقصير الدوام على الأقل في الجلسات بين الموظفين وفي الجروبات.
واليوم يتحدث الجميع فجأة عن أنه يمكن أن ينتهي الدوام الساعة الثالثة لو تم اعتماد قانون إجازة جديد، وكنا نربط دوام الموظفين والطلاب على حد سواء فبالنسبة للطلاب.. فالحصة الثامنة مثلا كلفت الطالب الكثير من الإرهاق والشتات والتسرب والنوم أثناء الحصة، وكوني كنت معلما ثم إداريا شهدت الكثير من تعبيرات الرفض من المعلمين والطلاب وأولياء أمور الطلبة لسياسة العمل بالحصة الثامنة والسلبيات المترتبة على طول اليوم الدراسي وسبب ذلك الرفض لا يعزو لأي أسباب أخرى سوى أننا نعيش في بلاد حارة ومدارس غير مهيأة وضعف رواتب وضعف ترقيات وندرة حوافز. كذلك يجب ألا ننسى أن فترة الدراسة هي في الفترة الحارة من العام وبالتالي فالطقس في بلادنا بحرارته وغباره ورطوبته يختلف عن البلاد البادرة والمعتدلة جدا في المشرق والمغرب حيث المدن بحدائقها الكثيرة وتراص بيوتها وعماراتها وبشوارعها الواسعة المشجرة وبأرصفتها العريضة الممتدة والممهدة بالبلاط والرخام والعشب والتي تمكن الموظف والمراجع والطالب من السير على الأقدام لكيلومترات في الطقس المعتدل والممطر أحيانا إلى مكان العمل أو المدرسة والعودة عصرا، ومن أراد استخدام الدراجة الهوائية فيمكنه ذلك في الشوراع المخصصة للدراجات وغيرها من وسائل النقل الخفيفة إذ أن المدن المهيئة والمنظمة تمكن السكان والموظفين من الاستقرار في حياتهم وأعمالهم وذلك كله مالا نجده ولا يتواجد في مدننا العربية على الأقل في مدننا العمانية المترامية مع ضعف البنية التحتية باستثناء العاصمة مسقط وتقلب الطقس وبالتالي سيكون من الصعب التأقلم في حال طال يوم العمل الى 3.30.

ثم لا ننسَ أن مواردنا متواضعة جدا ولا ننس أن ثلثي الموظفين تقريبا- وهذه ليست حسبة رسمية -يتكفلون بنقل أولادهم من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت بحكم أن الخروج من الدوامين متقارب بفارق نصف ساعة وهناك من يخرج مبكرا بربع ساعة من عمله لنقل أولاده نهاية الدوام وبالتالى العبء الذي يفترض أن تتكفل به وزارة التربية والتعليم من توفير وسائل النقل المناسبة لجميع الطلبة غير متوفر بشكل كامل وليست الوزارة هي السبب بل هناك أولياء أمور يرغبون بنقل أولادهم دائما بأنفسهم وبشكل يومي.
فهل لو تم تدشين فكرة إجازة أسبوعية أيام السبت والأحد ونصف الجمعة أو كل الجمعة هل سيطول اليوم الدراسي أيضا إلى الثالثة او 3.30 وهل مدارسنا مهيأة بصفوفها وملاعبها وحدائقها ومطاعمها لتنسي الطالب البيت؟ يمكن أن يقضي فيها الطالب سبع أو ثمان ساعات أم أن وزارة التربية والتعليم ستتكفل بترتيب نقل كامل لكل الطلبة وبالتالي دوام الطلبة لن يتعارض ولن يرتبط بدوام الموظف.. وماذا لو خصصت الوزارة مبلغا لكل طالب شهريا وتكفل والده باستئجار حافلة لطفله أو أطفاله؟ بمعنى ماذا لو أخلت الوزارة مسؤوليتها من وسائل النقل وأراحت نفسها وموظفيها من متابعة ذلك مع استمرار إشرافها على العمل ومراقبته حسب قوانين تراها هي.

أخيرا أتمنى أن نراعي طبيعة بلادنا واعتماد الأفضل واتخاذ قرارات تخدم ولا تنعكس سلبا مستقبلا على البيت والموظف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى