فيزياء العالم الثالث (قانون الطفو)
د. طارق محمد حامد
يشي هذا القانون باختلال المعايير والموازين في عالمنا العربي حيث يقدم اصحاب المهن التي كانت تعتبر في السابق وقديما كانت تعتبر مهنا محتقرة وكان صاحبها لا يقدم للشهاده و لا تقبل شهادته مثل مهنة التمثيل والغناء و خيال الظل وغير ذلك التي طفت علي سطح العالم العربي مثل الزبد الذي يظهر على سطح البحر ويغطي على النفائس التي يحتويها البحر والأسماك و الدر و الجواهر التي تكمن في قاع البحر كما قال شوقي عن اللغة العربية:
انا البحر في احشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاته
هكذا يعمل قانون الطفو في عالمنا العربي فلاعبي كرة القدم يتقاضون مرتبات تربوا على الخيال بينما علماء الدين والدنيا مثل علماء الفيزياء والطب والصيدلة والهندسة و المخترعون لا يعرفهم احد فاذا سألت أحدا من العامة عن احد المغنيين او المطربين ستجده يعرفه و يعرف كل شيء عنه و كل تفصيلة بل و كل حركاته وسكناته ومن تزوج و من طلق ، كل تفاصيل حياته يعرفها ويعرف متى ولد و حينما يموت هؤلاء تجد العامة يذرفون عليهم الدموع و يترحمون عليهم و هذا مطلوب ولكن في المقابل اذا مات احد علماء الأمة فلا يعرف عنهم احد ولا تنشر اخبارهم في الجرائد و لا في مواقع التواصل ولا في غير ذلك ولا يعرف عنهم احد شيئا مثل هؤلاء الممثلون و غيرهم من المشاهير ، فهذا قانون الطفو هو قانون اختلال المعايير واختلال الموازين و يشي بتخلفنا الحضاري فلا تتقدم الامم بمثل هكذا قيم كونية ولكن تتقدم بالعلم والعمل والايمان والاخلاص، تتقدم بضبط الموازين و ضبط المعايير وتقديم من يجب ان يقدم وتأخير من يجب ان يؤخر ، فنجد على سبيل المثال لاعبا مصريا في احدى دول اوروبا يتقاضى راتبا شهريا مثلا 300 ألف جنيه استرليني أسبوعيا بينما عالما مثلا الدكتور مجدي يعقوب مثلا كم كان يتقاضى لا يعلم احد ربما يعني 10% مما يتقاضاه هذا اللاعب ،عاما آخر مثل الدكتور احمد زويل رحمه الله كم كان يتقاضى ، أخذ جائزه نوبل مليون دولار وحينما أراد أن يقيم صرحا علميا شامخا في مصر أهاب بالناس لكي يتبرعوا لكي ينشئ جامعه زويل وربما لم تخرج الى النور حتي الآن ، كل الناس يعلم من هو الممثل الفلاني ومن هو المطرب الاعلاني بينما لا يعلم عن عالم مثل الدكتور شريف الصفتي العالم في النانو تكنولوجي في المواد المتناهيه في الصغر الذي قام بتوفير ملايين الدولارات لدولة اليابان في تنقية المياه من تسرب و انفجار مفاعل فوكوشيما باستخدام الصحارات المتناهية في الصغر في تنقية المياه من الإشعاع النووي الذي نجم عن انفجار مفاعل فوكوشيما في اليابان حيث كانت كلفة هذه الصحارات المتناهية في الصغر دولار واحد فقط بينما تبلغ تنقية المتر المكعب الواحد من الماء بالطرق التقليدية كان يكلف مثلا الف دولار هل يعلم احد عن عالم مثل الدكتور شريف الصفتي وعلماء كثب من العالم العربي لا يعلم عنهم احد لانهم مجهولون ولا يقدمون في المحافل العلمية والدولية بينما نجد هؤلاء السفلة من القوم الذين يغنون ويمثلون يغيبون الوعي العام للامة كالمخدرات التي تجعل الانسان في حالة لا يستطيع فيها حتى ان يقضي حاجةو اعتذر عن هذا اللفظ لان هذا هو حال امتنا العربية والاسلامية التي اختلف فيها المعايير وانقلبت فيها الموازين وتخلفت في دروب الحضارهدة واصبحت حضارتنا الاسلامية والقيمية التي أسس لها أجدادنا الأفذاذ بالعلم و الإيمان و العمل و الإخلاص و التفاني أثرا بعد عين.