شاهد واقرأ وسام العاني في مدينة البياض
الشمسُ ألقتْ ضوءَها أثوابا
والبحرُ أودعَكِ الجمالَ وغابا
///
ورَسا على عينيكِ طبعُ وسامةٍ
يكفي لتشتعلَ الجبالُ شبابا
///
بيضاءُ يلبسُكِ النقاءُ قصيدةً
تسمو على حرَمِ الكلامِ قِبابا
///
وجداولُ التاريخِ تركضُ في
جبينِكِ تشتهيكِ لمائِها محرابا
///
يا (مسقطُ) الكلماتُ تخذلُ لهفَتي
والأبجديةُ تستحيلُ سرابا
وأتيهُ في المعنى سدى، فأنا الغريبُ
وكيف لي أن أشرحَ الأسبابا
///
بي شاعرٌ ينسى القصائدَ كلما
فتحتْ يداكِ لشوقِهِ الأبوابا
///
ولدٌ تأجلَ عمرُهُ من دفترِ
الأيامِ فارْتجلَ الحضورَ غيابا
///
آتٍ إليكِ ومن حروفي يهطلُ
العشاقُ، رغم جروحِها، أسرابا
///
فعسى كواكبَها القديمةَ تستعيدُ
إذا ذكرتُكِ، وجهَها الخلابا
///
وعسى تضيءُ فإنها كادت، لفرطِ
شحوبِها أن تشبكَ الأهدابا
///
شاختْ كثيراً وهْي تكتبُ غربتي
والحبرُ، مثلي، في المواجعِ شابا
///
فتَجسدي ضوءًا ببابِ قصيدتي
لأصيرَ كُلي إن رأيتُكِ بابا
///
أحتاجُ وجهَكِ يُنبتُ المعنى بها
فلقد تركتُ بها الحروفَ يبابا
///
أحتاجُ ملءَ الأرضِ موسيقى كما
أحتاجُ من لغةِ الجمالِ سحابا
///
يا دُرةَ المدُنِ النقيةِ، خطوتي
لم تقترفْ بعد (العراقِ) تُرابا
///
إلا بما افْترشتْ دروبُكِ من جمالٍ
لم يزلْ يترصدُ الألبابا
///
وبما نثرتِ من السكينةِ حيث ما
تَلقى عيوني أهلَكِ الأطيابا
///
مُدّي ظلالَ المجدِ فالزمنُ اسْتراحَ
بما نسجتِ من الظلالِ وطابا
///
مُدّي مآذنَكِ التي، ملأَ السماءَ
حمامُها، كي تجمعَ الأحبابا
///
ودَعي أصابعَكِ البهيةَ ترسمُ
الأحلامَ في ضيقِ الدروبِ رحابا
///
وتَنفسي، وَجداً، دعاءَ العاشقينَ
لتُصبحي لدعائِهم محرابا
///
يا (مسقطُ) الأيامُ عطشى ليس ترضى
من سواكِ، إذا انْهمرتِ، شرابا
///
عيدٌ، بأيّ الحالِ عادَ، سيلتَقي
عيداً بوجهِكِ يفتحُ الأبوابا
///
لم تبقَ قافلةٌ بشوقِ هلالِهِ
إلا توسّلَتِ الدروبَ إيابا
///
خمسونَ عمراً مورقاً قد ألبستْ
جذعَ البلادِ خضارَها جلبابا
///
وتفجرتْ غاباتُ ضوئِكِ بعدما
أعيتْ مواسمُ صبرِهِ الحطّابا
///
من حقكِ الفرحُ العظيمُ فقد صبرتِ
على الأسى وفصولِهِ أحقابا
///
ويظلُّ من حقي مديحُك كلما
بل دائما، لن أعدمَ الأسبابا