التقسيم الشائع للأفلام بين المهتمين بالسينما
عمران كشواني | أبو ظبي
لا أتحدث هنا عن تقسيم الأفلام إلى أنواع مثل الكوميديا والرعب والجريمة والأكشن وغيرها. بل أتحدث عن تقسيم فكري. وهو مثل العرف غير المكتوب بين المهتمين بمشاهدة الأفلام السينمائية بشكل عام.
أتحدث هنا عن المشاهد المحترف الذي الم بأهم المدارس السينمائية والذي شاهد الكثير من الأفلام حتى أصبحت لديه حاسة تذوق نقدية وفاحصة. تؤهله أصلا لأن يصبح هو نفسه كاتب سيناريو أو مصورا أو مخرجا سينمائيا أو حتى ناقدا محترفا يكتب في الصفحات والمواقع السينمائية.
هذا المشاهد عادة. تجده يميل صوب نوع من الأفلام غير جماهيري وإنما فكري.. أفلام غير تجارية وإن شئت فإن البعض يحاول إهانتها بمصطلح: أفلام المهرجانات السينمائية، والتي لا يشاهدها أحد من الجمهور.. الأفلام التي تتفلسف، وفي الحقيقة فإن هذا النوع من الحكم فيه إجحاف كبير، وفيه مغالطات عديدة؛ لكننا لن نخوض في هذا الآن. وإنما سنكتفي بتوضيح الفرق بين أنواع الأفلاممن وجهة نظر المشاهد المحترف.
طيب. هل يرفض المشاهد المحترف الأفلام الجماهيرية أو التجارية بالمطلق، ويركز فقط على الأفلام الفنية. على حسب ما يهوى هو ويتمنى، وقد قلنا إنه يفضل الأفلام الفنية. وذلك لأنها تشبعه فكريا ونفسيا وذوقيا وجماليا، ولكن الأساس في نظري. خصوصا بعد أن حازت الكثير من الأفلام الجماهيرية على إعجاب النقاد؛ هو في شروط محددة، هي التي يتعشقها المشاهد المحترف.
هذه الشروط والتي إن وجدتها أنا نفسي في أي فيلم، فلا أبالي بتصنيفه أو بما ينتمي إليه عرفيا، شروط مثل: الدراما الثقيلة، وتحليل الشخصيات ودوافعها، والجوانب الإنسانية والفكرية، وطبعا عناصر أخرى ذوقية وجمالية تمس القصة والإخراج والتمثيل والتصوير والموسيقى وغير ذلك.