و تركتُ ظلّي

د. سمير شحادة | فلسطين

لوحة الفنانة الفلسطينية منيرة تركماني 

دعدوشُ الحافي عادَ من جديدْ

كعادتهِ يمرُّ مسرعاً

يدفعُ عربتَهُ الصغيرةْ

يجمعُ ما تناثرَ من ورقٍ

وبقايا قمامةْ تركها المارةُ على جانبي الشارعْ

اعترضتُهُ سائلاً

كيفَ ترى الأمورَ

يا دعدوش؟

لم يبتسمْ في وجهي كعادتٍهْ وأجابَ دون أن ينظرَ لي:ماتَ ظلِّي قبلَ قليلْ

سأكملُ عملي في كنسِ الشارعْ

وأذهبُ لتشييعِ

جنازتِهْ .سأجلس

في بيت العزاءِ وحيداً بلا ظلْ

 اعتدلَ ونظرَ إلَيَّ وسألْ: هل يعيش المرؤ بعد موت ظلِّه؟ ومضى..ناديتُهُ، يا دعدوشْ يعيش ولكن بلا ظلْ

نظر إليَّ في التفاتةٍ غامضةْ

وتمتمَ بكلام لم أفهَمْهُ وواصلَ المسيرْ

قلتُ في نفسي ربَّما

ومضيتُ في الشارعِ أدفعُ عربةَ دعدوشْ وأجمعُ ما تركَ في الشارعِ من قمامةْ وأنا أتمتمُ

 وتركتُ

ظلّي على جانب الطريقِ يلسَعُ البردْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى