لكريم يونس القول الفصل !
يونس العموري | فلسطين
وصار طاعنا بالسن، قابعا هناك بالعلب الاسمنتية بتهمة الحب والعشق للأرض السمراء، أمراء المثلث، أبناء عارة، من خلالهم قد سقط الغصن الأخضر والتسليم بالسلام المزعوم المنقوشة حروفه بالوهم والمكتوب على صفحات الماء، أبناء يونس ، الأسماء الكبيرة كريم وماهر، نستطيع القول اليوم وبعد أربعين عاما في الاعتقال، قد أسقطوا أوراق التوت الساترة للعورات، وقد اسقطوا معادلة التسوية السياسية والسلام، ونستطيع أن نجهر بالصوت المشاغب بأن الغصن الأخضر قد سقط وأُسقط بصمود الأربعين عاما وما بدلوا تبديلا.
انتظروا طويلا وشاهدوا بأم العين عناق ديفيد ومحمد في الحدائق، وكان سؤالهم بلا إجابة، المتمثل بمنطق سقوط الجدران وتهاوي باستيلات يهوذا في ظل العناق والتصالح الوهمي ما بين الشاة والسكين.
ترقبوا طويلا، وخاطبوا الكل بضرورة سيادة منطق معادلة الصلح والتصالح والعناق، وظلوا القابعين في في الغرف المظلمة ، وظلت الإجابة تائهة .
فيا أيها الليل الطويل على اسرى العلب الاسمنتية تلك، اما آن الآوان للاعتراف وبكافة المحافل بالسقوط المدوي لوهم التسوية والسلام؟؟ والقابعون كانوا بالانتظار.
أيها السادة وفي ذكرى الأربعين عام هذا بيانهم حول السقوط والوهم لما يسمى بصناعة السلام والتسوية، فاستمعوا جيدا ولا تصموا الاذان واحفظوا ابجديات الكلمات وما وراء الكلام والقول الفصيح النابع من الايمان بالأربعين عام .
يا سادة عاصمة العناق بين (ديفيد وعلي ومحمد)، يقول كريم يونس القول الفصل الفاصل ما بين الحق والباطل وما بين الوهم والحقيقة:
اعترفوا أن غصنكم المشوه الرامز للسلم والتصالح قد سقط، وسقط الغصن الأخضر في اروقة المحافل كافة للمرة الألف، وملك ملوك المناذرة ما زال للأمر الصادر من روما مطيع ومنفذ، وكسرى المتربع على العرش له ان يرتع كيفما يشاء فالغصن الأخضر سقط وداسته بساطير الجند والعسكر والسجان، ونحن اللاهثون خلف سراب البحث عن فنون الكلام لمبادرة السلم والسلام ، والاعتراف كان ان جاء من كبير كهنة معبد صياغة دبلوماسية الاشتباك التفاوضي الفوضوي بامتياز، بعبثية ربع قرن من الزمان لنجدنا امام جدران الرفض للمنطق والعدالة وقراءة التاريخ والأحقية بالحقوق وبشرعية الامم ومبادىء القوانين والقانون وأسسه، (ونظريات الحياة مفاوضات) وكانت الإطلالة من على شاشة عبرية واضحة صريحة مباشرة، وتوزيع المنصب والمناصب للسائل والمسؤول، وهي الحقيقة الملموسة الواقعة الواقعية … ويظل الاعتدال والبحث عن المخارج والمخرج من واجب ومسؤولية الضحية وجموع الضحايا احترفوا فعل الانتظار والركون الى فعل الاشتباك في اروقة المحافل الدولية والرهان على الضمير الأممي وسنغزو شوارعهم وأمكنتهم ونقض مضاجعهم بالكلام الموزون الملتزم بعربية المبادرة الباحثة واللاهثة خلف سراب صناعة (السلام) ولقوانين روما أن تظل السائدة والحاكمة بأوامر قياصرة الغلمان الحاكمة في عواصم البيداء العربية، والغساسنة يقاتلون ويتصارعون على الحدود الشمالية وربما الشرقية مع مناذرة القوم، والأسرى ينتظرون، والوجع هو الحقيقة الساطعة وبلغ منتهاه وما من منقذ ومبلسم للجرح الغائر ويهوذا بأزقة الكلمات متربص وهو الكامن بين الجمل الفصيحة والصارخ بوجه الحقيقة والشامت والسائد وهو ذو اليد الطولى والعليا، والاستجداء فعلنا وافعالنا وان كنا خلفه لاهثين راكضين ونحن ارباب المرحلة للسلمية قائلين متضرعين وللحراك الشعبي محترفين.. وإن كان الموت المتربص بين لحظاتنا مباغتا وان كان لابد من الموت فمن العار ان تموت جبانا وان كنت الشجاع المقدام المغاور المُبادر فأنت بالإرهاب موسوم باعتراف ذوي القربى وملاحظات العسس المنتشرين ما بين النوم واليقظة…، والموت المتربص بنا بين الجدران العاتية بالعلب الأسمنتية ستظل هي الحقيقة الراسخة، وما من سبيل سوى ان ان نظل للسنة الأربعين هنا قاعدين.
وسقط الغصن الأخضر يا سادة والرفض سيد الموقف لفعل السقوط ولابد من إعادة الكره لإسقاط الخيارات الأخرى وفقا لمعادلة الاطمئنان والطمأنينة لسادة الأمم وعلى رأسهم الجالس على منصة توجيه الاتهام لكل من يختلف وإياه وإياهم، واوطان المتوسط الشرقي الحزين فقدت ألمعيتها وخرجت من لعبة التأثر والتأثير والمؤثر…وناصر أبو حميد في هذه اللحظات يصارع الموت والموت يخجل من التقدم نحوه ربما خشية أو إشفاقا على التاريخ، والغصن الأخضر الباهت اخضراره قد سقط منذ زمن بعيد. ونحن في قلاع النضال الشامخة في وجه السجان، الذي ينتهج سياسة القتل البطيء بحقنا بقصد تصفيتنا، بما يتنافى مع أبسط حقوق البشر والإنسان.
وسقط الغصن الأخضر يا ولاة الرعاية للمشروع التفاوضي، وأصبحنا الغرباء في مدننا وبتنا لا نعلم أو نعرف السبيل لحجرات نومنا، لنختبىء وخوفنا اضحى سقيم، وخوفنا قد صار من طقوس ايامنا فربما نغادر او نهاجر هذا البؤس ونغرد للمدن من بعيد ويظل نداء البعيد للبعيد الاجمل والانقى في سيمفونية الحنين لرائحة الزعتر البري والتين والزيتون وللأرض التي ستنظق عما قريب بالعبرية، وسيشيدون متحفا عربيا كبير على بوابته العملاقة سيكتبون هنا كان يحيا الغرباء الناطقين بلغة الضاد يوما… بعد ان تصمت تكبيرات المساجد وتتوقف اجراس الكنائس عن الرنين..
وسقط غصن الزيتون وكيف له ان لايسقط والاشجار في جبال الارض السمراء مُقتلعة مُحترقة؟ والناهبون للثمر يرقصون بوسط الحقول بوضح النهار وهم السكارى وما هم بسكارى.. وللفرح متأبطون فقد صاروا المبادرون ولهم مسمياتهم في التلال وشباب الثأر بعد ان كنا نجول في روابي الاقحوان والحنون، وما زلنا نقول ان الحل يكمن بالدولتين، دولة لفقراء الهنود الحمر في زاوية من زوايا الوطن المسلوب واخرى لسادة العالم المتحضر … واخر يهدد ويتوعد بالتوجه نحو خيار الدولة الواحدة في ظل بدء الصراع حول الحقوق والواجبات ولا بأس بالقبول بالاخر بواحة التعددية مع يهوذا ومعايشة التنين وترويض الشاة على قبول الذبح بالشروط الافضل …
سقط الغصن الاخضر ، والبديل كان ان تم اسقاطه هو الأخر، واصبحنا نستجدي الحلول ونبحث عنها في دهاليز واروقة زقاق عواصم صناعة القرار وما من قرار لنصرة آذان الرب الممنوع في عاصمة الله على الارض … ونحن القاعدون هنا بانتظار الإشارة والبشارة والرهان على من يحمل الراية ويعتلي ربوة مطلة على اغصان الزيتون المكسورة المنكسرة ، ليقرع جدران الخزان … ويعيد ترتيب الحقل بعد حراثتها ( وما بيحرث الآرض الا عجولها ..) والقادمون الى المشهد خلسة المنبوذون سيغادرون عند اول الصبح حينما يتلاشى الوهم بالأرض الرخوة لمداميك العرش الكرتوني في ظل الخراب والتخريب وعبثية ضجيجهم ، والفتي المشاكس القالب للمعادلة الراهنة ،القادم من اقاصي الشمال والمترجل للجنوب عبر وسط الوسط غير المعترف بموازيين القوى وبمنطق قوانين الطبيعة . الباسم الضاحك سيأتي من حيث لا تحتسبون وكان ان جاء وجال وقال وأضحى اسطورة وايقونة تحلم به العذارى في وطن اللوز ومصادرة الحب ..
وسقط غصن الزيتون الذي ارتفع يوما بقوة المنطق والعدالة والايمان بالثوابت وشرعة الاحرار بانتزاع الحق وفقا للدساتير الأنسانية البائدة في ظل شرعنة التطاول على الحب والحق ، وسقوطه كان بمنطق القوة الفارضة لذاتها ، والمفرطة بنيرانها ، والقاتلة للجائع … مولاي المُبتسم في عليين يا صاحب الخطوة الاولى سنظل بانتظار المسار والمسير للثورة على الوجدان والنهب والتخريب والتمرد علينا وعلى ذواتنا ..