نهاية زمن أبيض

رياض ناصر نوري | سوريا


النهايةُ هذه الأيام
تشبهُ رائحةَ حظيرةِ الماعزِ في شهرِ آبْ
النهايةُ المعجونةُ بتنهداتِ النهارِ ..
والتي لم نتخيلْ أنْ تجيءَ هكذا ..
بدأتْ بعدَ أذانِ الفجرِ
وانتهت برؤوسٍ صغيرةٍ..
تنامُ على مخداتٍ قاسيةْ..
فكرتُ …
أنْ ألتقطَ لكمْ صورةً لها
– بدلَ هذا النصِّ –
وهي تتجولُ عاريةً
في غابةِ الحياهْ
يحرسُها نوعٌ نادرٌ من الثعابين ..

النهايةُ الآنَ قصيدةٌ
دوَّنَ الشاعرُ فيها أولَ حرفينِ
ثمَّ ماتْ
مُمْسِكًا بقلمٍ أحمرَ جافْ ..

في البدايةِ كُنا صِغارًا..
صِغارًا إلى حدِّ البحثِ عَنَّا
تحتَ عدساتِ المجاهرِ
إذْ أصبحْنَا في صحراءِ العُمُرِ ..
لانصافحُ البتةَ يدَ السرابْ
هكذا كُنَّا.. نتَّبِعُ وصايا أجدادِنا
خِشيةَ أنْ نصابَ بفيروسِ الخيبهْ ..
في النهاية
عانقَنَا السرابُ ..
زَمَّنَا وأجدادَنا
على صدرِهِ بكلِّ قوةٍ
ولمْ نصرُخْ ..
حتى اللحظة ..لم نصرخْ..

هلْ لهذِهِ النهايةِ من نهايهْ ؟
تسألُ عُصفورةُ
شجرةالدارِ
حيثُ لمْ تجدْ فتاتَ الخبزِ
لإفطارصغارِهَا ..
يبكي صقر من سؤالِها
ويمضي يحوّم في الفضاءْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى