أدب

“قراءة في قصة الأطفال “الفراشات المضيئة” للأديبة المقدسية نزهة الرملاوي

بقلم: هدى عثمان أبو غوش

        “الفراشات المضيئة” قصة للأطفال للأديبة المقدسية نزهة الرملاوي، عن دار الهدى للطباعة والنّشر،فلسطين-كفر قرع،وتقع القصة في 36صفحة.


“الفراشات المضيئة”،قصة للأطفال، تدور حول محاولة الأشرار السّيطرة على قرية السعادة،تتوالى الأحداث ونتعرف من خلالها على الطفلة إستبرق ابنة الرابعة عشرة، التي تعاني من مرض السّرنمة (السير أثناء النوم)والذي يحدث عادة نتيجة الضغط النفسي أو التوتر والقلق وأسباب أخرى،وبسبب مرضها تكتشف أثناء سيرها الأشرار، ومؤامرتهم لقريتها، لكن بذكائها واستخدامها الفراشات المضيئة،وحكمة والدها استطاعا في النهاية النّجاة من عصابة الأشرار وسلامة بلدتهم.
جاء السّرد بلغة فصحى منسابة، ومتسلسلة، والحوار بالفصحىى، اعتمدت على الوصف،وصف الزّمان(ليلة مطيرة)،ثم الانتقال إلى (ليلة ربيعية)، وصف عائلة إستبرق،وصف صفات إستبرق التي تتميز بالجمال وبمرضها،كما نجد أن الأديبة اختارت أن تكون القصة برائحة الماضي والتراث،حيث القرية الفلسطينية التي تتمتع بالحقول والبساتين،الحظائر والاسطبل إلخ، وذكر مفردات هامة لها علاقة بالقرية مثل:معول،مختار،وفي هذه الجملة تصف جمال القرية وتراثها”..وأخرجن حبوب القمح والبقوليات،والزيت والزيتون،والتّين المجفف والمخلّلات من مخابئها المبنية تحت بلاط المنازل لاستخدامها”.
نجد بصمة أسلوب الأديبة نزهة الرّملاوي ظاهرة كما في قصصها أو روايتها للكبار، وهي رائحة الوطن، ففي هذه القصة، تمّ ذكر بعض الجمل والرموز الموحية لمخططات الصهيونية، حيث يمكن اعتبار القصة أيضا رمزية حول الصراع على امتلاك الأرض من قبل الأعداء،من بين تلك الجمل أذكر ما يلي:”ندخل الخوف إلى قلوب سكانها،نهجرهم من بيوتهم وأراضيهم فتصبح ملكا لنا”،كما حدث في النكبة.
“خرج الأسرى فرحين،وهتفوا للعدالة والحرية”جملة فيها إيحاء لخروج الأسرى من السجون الإحتلال.
“…ولك منّا كل الشكرأنّك جمعتنا من كلّ مكان،وقد نبذنا العالم بسبب شقاوتنا وجئت بنا إلى هنا؛كي نصبح سادة هذه البلاد”. إشارة إلى تجمع اليهود من الشتات واستوطانهم فلسطين.
نجد مشاعر إستبرق وخوفها،وتساؤلها حول سيرها الغريب وحدها بالليل، والسّؤال الذي يطرح نفسه،لماذا لم تعالج إستبرق أو لم نجد الوسائل الناجحة للوقاية من حالتها؟ هل ستترك القلق يلتهم القارىء حول مصيرها، هل يكفي إغلاق الأبواب، ومع ذلك خرجت استبرق؟ من الجميل لو اكتملت القصة بإيجاد الحلّ لحالتها.
اهتمت الوالدة بأبنائها ومشاركتهم ومراقبتهم أثناء الرسم ، وهذا لصالح القصة، ونجد غياب الهاتف النقال أو الحواسيب المختلفة، لأن الأديبة حملتنا لنفحات الماضي. جاءت الأوراق سميكة، ملونة، والرسومات جميلة، والخط واضح للعين، إلا أنّه جاء على الغلاف الخارجي، سعر القصة للمستهلك 48 شاقلا، باهظا، ومبالغا فيه، وهو ليس بمتناول الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى