إلى شيخ العربية الدكتور سعد مصلوح

إبراهيم عبد الحميد |سوريا

قصيدة عامرة مهداة إلى شيخ العربية: الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح 

أعرضَتْ غيرةً من الحُبِّ سُعدى

حين حَدَّثْتـُها عن الحِبِّ سَعْدا
قلتُ خَلِّي الدلالَ عنكِ فبعضُ الـ

ـحُب يحلو قَصراً وبعضُهُ مَدّا
احتكاريةٌ لعَمْرُ أبيها

وأنانيّةٌ وحسناءُ جِدّا
وقُصارى المحِبِّ إن كان مثلي

سيداً أن يكون للحُسنِ عَبْدا
عهدُها بالغَدير إذْ كانَ للغِزْ

لانِ وِرْداً وللفراشاتِ وَرْدا
كان يا سِتِّ ثم بانَ وهَدَّتـْ

ـهُ الأعاصيرُ والزوابعُ هَدّا
صَوَّحَت نبتَهُ السَّمومُ وجَفَّ الـ

ـماءُ عنهُ فعادَ صفوانَ صَلْدا
فكأني بين الأسى والتأسّي

مَيِّتٌ لم يَجِد من العيشِ بُدّا
أنا لفظٌ ذو معنيينِ يُؤَدِّي

كلُّ معنىً حَسْبَ السياقِ مؤدَّى
صَحَّفَتْهُ الدنيا فصارَ مُعَيْدِيّــ

ــاً وقد كادَ أن يكونَ مَعَدّا
وَسَقَتْني الحياةُ وُسْقَيْنِ هَـمّاً

و سَقَتْني الـمُنى الكواذِبَ شَهدا
جرَّعَتني الصبرَ الذُّعافَ وقالت

إن تشأ مُتْ أو ربما الصبرُ أجدى
غازلَتْني دونَ السِّتارِ وأوحَتْ

أن خلْف الستارِ شيئاً مُعَدّا
هي أجْرَتْ من كل عينٍ عيناً

وهْيَ جَرَّت في كل خَدٍّ خَدّا
زَرَعَت في الفؤاد غاباتِ يأسٍ

وأعَدَّت لها من الدمعِ عِدّا
وكددتُ الأراضيَ السبعَ سعياً

وزماني (أعطى قليلاً وأكدى)
وبَرَتْني الأيامُ بَرْياً مُلِحّاً

وانبرى لِي الزمانُ خصماً ألدّا
ليَ أهدت دَماً وفَرْثاً

وأهدت لَبَناً سائغاً لغيري وزُبْدا
ونأتْ بِي عمّا أريدُ ومَن نَا

وَأَنِي أكسبَتْهُ حمداً ومجدا
أسمعَتْني نقداً وأعطته نقداً

ولعَمري شَتّان نقداً ونقدا
وإذا ما استأديتُها بعضَ حقّي فكأني قد جئتُ شيئاً إدّا
فاعذُريني من معتبٍ ليس يُجدي

غيرَ أن يُشعل الحفيظةَ وَجْدا
وذَريني وشيخَ مصرَ الـمُكَنّى

بأبي حاتمٍ – وناهيكِ – سَعْدا
طالَ شوقي لشاعرٍ طالَ (شَوْقي)

وأديبٍ مِ الرافعيِّ استَمَدّا
لُغَوِيٍّ تَأثَّلَ البحثَ في العِلْـ

ـمِ فأثْرى من الفضيلةِ جِدّا
باهرٍ في مَقُولِهِ ما أُحَيْلى

ماهِرٍ في نُقُولِهِ ما أسَدّا
قِسْ بهِ قُسَّ وائلٍ في ارتجالٍ

وزهيراً مُـحَـبّـِراً مُستعِدّا
هو نَدٌّ إن شئتَ طيباً وأيضاً

لأبي الطَّيِّبِ افتَخِرْ بهِ نِدّا
قيل أبدعتَ يا زمانُ وقد أعـ

ـلَيْتَ عبد العزيزِ شأناً وسَعْدا
ليت شِعري فهل تُنَظِّمُ عَقداً

للمعالي أم أنت تَنْظُمُ عِقدا
قال غِرتم عليه مِنّي كما غَا

رَتْ على إبراهيمِها منهُ سُعْدى
ولَـهذا من حقكم بَيْدَ أنّي

لا أرى من مقالةِ الحقِّ بُدّا
فهو لم يبلُغ العَلاءَ جِزافاً

هو أدَّى سِعْراً وقَدَّمَ جُهدا
كان يُعطي من التفضُّلِ قِنطا

راً ليُعطَى من الفضيلةِ مُدّا
صاعداً في مَعارجِ الشرفِ البا

ذِخِ يجتازُها رويداً رويدا
ألهمَتْهُ (إلهامُ) حتى تراءى

في السما كوكباً وفي الأرض طَوْدا
ثم فاقَ النعائِمَ البيضَ حتى

بِنَّ من تحتِهِ نعائِمَ رُبْدا
قِمَّةُ المجدِ ليس يَبْلُغُها مَن لم

يكن عزمهُ من الصَّخرِ قُدّا
وهُوَ الدهرُ لن ولم يَكُ إلاّ

كَأَداً في طُرْقِ الكرامِ وكَيْدا
فإذا ما خاشنتَهُ كان سَبْطاً

وإذا ما لاينتَهُ صار جَعْدا
وهْيَ دُنيا خرقاءُ تُعْلي زياداً

إن يَزِدْ نقصُهُ وتَخفِضُ زَيْدا
هي أفعى يا عَمْرَكَ الله بل أَقْـ

ـتَلُ ناباً منها وأنعَمُ جِلْدا
وبَنُوها بلعنةٍ أبَّنوها

عن عقوقٍ إن طَيِّئاً أو زُبَيْدا
بعضهم كان كائناً مجهريّاً

وعلى حين غِرَّةٍ عادَ عَوْدا
بينما العارفون في عُرفها شَـ

ــرٌّ مكاناً دوماً وأضعفُ جُندا
أسْعَدُ الناسِ واجِدٌ أَسْعَدَ النا

سَ وألغى رغائبَ النفسِ زُهدا
يا أخا النِّيلِ زَخْرَةً وعُباباً

إنما النِّيلُ قابلٌ أن يُسَدّا
يا أبا الهول هيبةً وجلالاً

ورهاناً صعباً لمن يتحدّى
رُعْتَ رَصْداً فاسلَمْ يميناً

وقَوْساً لم تَدَعْ من طرائدِ الفكرِ صَيْدا
جادَكَ الفَنُّ فكرةً وخيالاً

ورُؤىً أعيَتِ الـمُحَلِّلَ بُعْدا
ليْتَ أنَّ العُلومَ كانت وَباءً

فنَمَسُّ الشَّيْخَ العَليمَ فَنُعْدى
يا بَنِي الأرضِ بين شرقٍ وغربٍ

أمُّكُمْ مِصْرُ أنْجَبُ الأرْضِ وُلْدا
14/3/2016م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى