يا سادة العتمة والسطو أين مركز خالد الحسن لعلاج السرطان
يونس العموري | فلسطين
يا سادة العتمة، وخفافيش السواد، وسارقي ابتسامة طفل عند اول الصبح حينما يصحو متثائب من فراشه الدافئ، هذا بياننا لكم وهذا قولنا نرتله على مسامعكم فهل أنتم مصغون…؟ هل لكم ان تستمعوا لضجيجنا…؟ ولصراخنا…؟ ام انكم قد اعتليتم ابراجكم وما عاد الصوت يصل اليكم…؟ هو القدر ان تتربعوا على عرشنا وعلى سدة حكمنا وان تنطقوا بأسمائنا برغم عنا.. وان تحللوا المحرم وتحرموا المحلل وكأنكم تملكون صكوك الغفران وتفاسير كلمات أمنة مطمئنة كان قد القى الرب بها في نفوس المؤمنين الفقراء الهاربين من شواطئ اسلافكم حينما كان الرقيق متعة في البيع والشراء لسادة البيداء.، وقد اضحى التسابق والسباق علني على مهنة النهب والسرقة بوضح النهار لكل ما يتصل بجزئيات المشروع الوطني وتعزيز الصمود بكل الأمكنة، والمرضى على أبواب التسول قاعدون ينتظرون مرور الموكب العظيم لعل وعسى ان يمنحهم نظرة شفقة من مرافق المرافق.
يا سادة القهر مناسبة ما نقول ما يحدث الان وما يمكن ان يتواصل حدوثة حتى يصبح عادة من عادات سادتنا وأولي امرنا وقادة حكمنا، ففي كل يوم يطل علينا واحدا من هؤلاء ليجلدنا ويلسعنا بتصريحات لا نعلم مراميها وكيف من الممكن ان تخدم مصالحنا الوطنية العليا وكيف من الممكن ان تصنع لنا وطن او جزء من وطن او شيء من استحقاقات الوطن بل نطمح يا سادتنا العظام ان تتفقوا على تعريف هذا الوطن وفقا لمقاييسكم واعرافكم وانسجاما وأطروحات جهابذة العصر الجديد الناطقين الجدد باسمنا وباسم مقاومتنا وباسم شعبنا وباسم فقراءنا ونساءنا واطفال الشوارع والحواري والناطق باسمهم وباسم زبانية العصر الجديد يتجند ويجند كل الابجديات في سبيل قصفنا بأقوال بليغة بالغة حتى الثمالة بالكذب والافتراء ويكون البيان والاطلالة السحرية من على شاشة العقم للفضائية الكاذبة لممارسة النفاق والهرطقة الكلامية ، وبيع الوهم في ظل عاصمة السراب للوطن المسلوب الإرادة ، والاستشفاء من المرض اللعين حكرا لأصحاب المقامات العليا في البلد المهموم والمنكوب بالسارقين واللصوص ، ومستشفى خالد الحسن للسرطان المنهوب يطل برأسه كاشفا عصابة النهب والكذب والهرطقة ، والموتى على الطرقات ما بين المشفى والمشفى لا عزاء لهم.
يا سادة السراب، الكبير خالد الحسن بريء منكم ومن اسماءكم ومن كل محاولاتكم لتلميع صفحاتكم الملوثة، وهو العالم بكل ما يتصل بشغلكم الشاغل والوحيد وهو من قال لكم يوما “السياسة هي فن الصدق مع الشعب وفن المناورة مع العدو لتحقيق الممكن في إطار العدالة”. فأين أنتم من الصدق ومن العدالة …؟؟ بل اين أنتم من إغاثة الملهوف والجائع والمريض ..
أيها السادة ، من الواضح ان الفشل الممزوج بالاستهتار ما افشل مشروح مركز خالد الحسن لعلاج امراض السرطان ، وهذه الحقيقة الراسخة التي باتت معلومة وغير قابلة للتفسير او التأويل ، واذا كانت الرود او ما يسمى بالتوضيحات الصادرة عنكم والتي جاءت للتبرأ من هذا الفشل واخواته ومن وراءه تعتقدون انها وضحت للرأي العام الحقيقة فأنكم واهمون، بل ان هذه التوضيحات قد رسخت الحقيقة التي ايقنها الجميع والتي تثير الكثير من علامات الاستفهام ، حيث انكشاف هذا الملف وتفاصيله يذهب بنا اللى ابعد من قضية المستشفى ,هنا نتساءل هو ما تم نشره حول مصير الأرض المتبرع بها لأغراض البناء ، والبالغة ما يقارب 220 دونم ، والأموال المتبرع بها ، ومصير المشروع ذاته ، والاصطدام بالتوصيات حتى الأخيرة الصادرة عنكم . والاهم برأيي لماذا السكوت كل هذه الفترة …؟؟ ولماذا لم يتم التوضيح منذ البدايات، إذا كانت ثمة توضيحات.
وكأنه التحالف الخبيث ما بين أصحاب المقامات العليا وسماسرة البيع والشراء ، وتجمعات البزنس والكروش المنتفخة وامراء الواقع السياسي الراهن ، وهم من يملكون منح الشهادات لمن يشاؤون في النزاهة والشرف والبطولة الكاذبة ، وصار فعل التخوين امرا طبيعيا في هذه الايام فمن السهل على اولي الأمر منح صكوك الغفران ومنح اوسمة الشرف والبطولة لمن يرغبون، وشطب الأسماء من قوائم الوطنيين وحتى رسم المعادلات وحساب الحسابات للكيفية التي من خلالها من الممكن ان تكون فلسطينيا عربيا وهناك من يصنفنا على أساس اننا عرب عاربة مستعربة واخرين من الفلسطينيين الأقحاح وسادة القوم من يمتلكون الحق في ممارسة فعل التصنيف هذا،،ونهبت منا كرامة الوقوف امام تغول المسؤول الجالس على كرسيه معطيا الأوامر بالنهب المنظم وفقا لهوامش القوانين التي أصبحت ضائعة بائسة غير مفهومة، بل واضحت مقنونة، والقرابين مقدمة لألهه المعابد المتصارعة بكل امكنة هذا الوطن، وانتظروا البيان الهام الصادر عن قلعة العرين وان كان البيان ركيك بلغة ركيكة. وبالتوقيع الممهور بخاتم حارسة الصحة العامة كان الحديث وما هو بحديث وللحديث وللكلام بقية باقية في دهاليز صناعة القرار والقرارات.
وبمكان اخر وبزمان نحيا في كنفه اليوم فقد صارت الخيانة وجهة نظر تتطلب التنظير وممارسة مقارعة الحجة بالحجة وصار العناد المبدئي والثبات على المواقف امرا فيه الكثير من الرجعية ولغة خشبية اكل الزمان عليها وشرب ، ومن يزأر بصوته ويمارس كلاما له رنين الصدى المرتد من افئدة المظلومين والمقهورين وممن يحيون تحت الأرض انما يمارس بعرف هؤلاء الفعل القبيح، ومن يحاول ان يمارس غضبه انما يقترب من افعال الشياطين، واختلط الحق بالباطل وصار الأسود لونا رماديا والأبيض لونا مزركشا بشتى الخربشات الممهورة بمواقف لا نفهم مضامينها..
فحينما يعتلي منصة الكلام واحدا من هؤلاء الغلمان ، ليعلن ان الخصم السياسي له قد صار جزء من معادلة اخرى غير معادلة الشعب وبمكان اخر غير مكان الجماهير وانه قد اصبح مع من يمثل غرباء عن الدار وجب طردهم ونفيهم وابعادهم حيث انه قد اضحى صاحب البيت والبيت هو من يحميه ولم يعد للبيت ربا الا هو منصبا ذاته الها جديدا تقدم له قرابين المغفرة والاستغفار ومحتكرا الصلوات في محراب معبده، يصير الوطن (رقعة الجغرافيا) مكان اضيق من ان يستوعب أهات المؤمنين بشمس مشرقة على تلاله وتصبح قطرات الندى المتشكلة عند اول الصبح مزعجة لعاشقة ربما تمر بالمكان خلسة ،والفتى الضائع على الأبواب المغلقة والمقفلة على أهاته تظل سيدة الموقف ، ومرة اخرى نحن فقراء الوطن وعشاقه ، ومن نحاول ان نحيا في كنفه ، نمارس صراخنا وعويلنا ونحاول ان نصمت طويلا ونمشي الهوينا لنعبر ازمنتكم وازمنة الأمراء الجدد وزعماء التطرف ومن يركعون بحضرة البزنس ومن يصنعون ممالك لهم ويريدون ان نصدق دساتير مزاميرهم الجديدة ، والسارقين والمارقين وارباب اللصوصية الاحترافية ، بأن كفوا عنا واوقفوا نباحكم وعودوا الى جحوركم.. واعلموا ان هذا الوطن للجميع ومن لا يريد ان يكون للجميع فليرحل.