،، نورس ،، نزهة أبو غوش يبحث عن الأحباب وينتصر للأرض
بقلم: هدى عثمان أبو غوش
في مجموعتها القصصيّة، “نورس يبحث عن الأحباب” توظّف الأديبة نزهة أبوغوش، التراث ومفرداته مثل: الجرن الحجري -الطاحونة – التنكة،خبز مطرز.
وتنتصر لجسد الأرض،لترسخ في ذهن القارئ علاقة روح الفلسطيني وارتباطه العميق بالأرض، فنشم رائحة الأعشاب: النعناع والريحان، العقوب،الخبيزة، البقلة وغيرها. والأزهار الملونة، وتنتقل بقلمها إلى القيم الإنسانيّة كأهمية المحافظة على الأمانة، وتنتقد السّلوكيات السّلبية في المجتمع كالثرثرة العالية في المواصلات العامة، والعلاقات المتناحرة بين البشر، والأنا وتجاهل الآخر، وتدخل إلى أعماق الحالة النفسيّة؛ لتثير مدى أثر المعاناة التّي تعانيها الأسرة الفلسطينيّة وحالة القلق جرّاء الإعتقالات والاقتحامات التّي يمارسها الإحتلال.
وتصرخ عبر قلمها وتفيض حزنا على ما آلت إليه البشريّة من حقد وطمع من خلال جائحة كورونا.
جاءت المجموعة القصصيّة بضميريّ المتكلم والغائب، والزمن حاضر في القصص ما بين النّهار وأُسبوع، الليلة، الصباح، والمكان متعدّد ما بين المحاكم والحواجز والبيت والمشفى. ومعظم الشّخصيات الساردة كانت نسائية، فنجد الباحثة الإجتماعية، ربّة المنزل، الصّديقة، الحبيبة، حيث استطاعت من خلالهم أن تمرّر رسائلها وصرختها.
جاء السّرد متسلسلا انسيابيا يحاكي الواقع، وفيه لمسات من الخيال والفكاهة والأسلوب السّاخر.
جاء الحوار بالفصحى والعاميّة، ومن خلال الحوار الّذي طغى أحيانا في بعض القصص على تكثيف السّرد، لكي تبرق برسائل الأرض المقهورة وتظهر تّوتر الشّخصيّات القلقة. تقول صفيّة في قصّة “رعاة الأعشاب”:
أنا أُحاور الأرض والتراب، وكلّ عشبة وشوكة، أنتعش لرائحتها، أنا لا أنام إلاّ على صوت هسيس النّباتات،أطرب لصوتها الّذي يتسرب إلى أُذني.”
أمّا الخاتمة في قصص الأديبة أبوغوش، فكانت أحيانا تدهش القارئ بالقفلة الجميلة، كما في قصة “في ليللة ظلماء” و “عالم جديد”،” باص الصّباح”.
بينما في قصص أُخرى ،استرسلت الأديبة في منح القارئ النتيجة والهدف من القصّة، فجاءت النهايّة مقيدة غير مدهشة كما في “امرأة ذكية” و”سوء تفاهم””موت بطيء.”
مجموعة تستحق القراءة،أوراق بطعم الحزن تعكس مرايا مجتمعنا الإحتماعي والسّياسي، فشكرا للأديبة على مجهودها في مجموعتها القصصية هذه.