انتظارٌ وطريق..!

د. روز اليوسف شعبان | فلسطين

 انتظرتُ بزوغَ الشّمسِ منذ سنين

أعددْتُ  نفسي لرحلةِ انتظارٍ

 طويلة

جمعتُ الصُّحُفَ والجرائد

وكتابَ الأغاني

لأبي الفرج الأصفهاني

وبعضًا من زادٍ

وقارورةَ ماءٍ وعسل

تخفّفُ وطأةَ الانتظار

تربّعتُ على حافّة الطريق

يدي فوق جبهتي

وعينايَ سفينةُ شوقٍ

تبحرُ في المدى البعيد

مرّتْ من أمامي قوافلُ وشعوب

البردُ ينهشُ عظامي

والعتمةُ تنسجُ رداءَ أوتاري

وأنا وصوتي وذاك الناي الحزين

 نشدو في شجن

لعلّ الشمسَ تصغي للنشيد

فتخرجُ من وراء الحجاب

تُسْفرُ عن وجهها

تفتحُ عينيها لنسماتِ الخريف

تغتسلُ بقطراتِ الطلِّ

عروسًا تُقْبِلُ في ليلة عرسِها

تتهادى بغنجٍ وتميل

لكنّ الشمسَ لم تبزغْ!

لم ترسلْ شعاعَها

 كي أستنير

وظلّتْ تُبحر خلف المدى

  سنواتٍ وسنواتٍ

 ويزيد…

وأنا! أتحرّقُ شوقًا لرؤيتها

أتساءلُ:أتراها الشمسُ ستستجيب؟

لكنّها الشمسُ

لا تبالي ولا تستجيب

اتخذتْ لها متّكأً

هناك في الأفق البعيد

الطيورُ تغرّدُ لها العتابا والميجانا

وعجوزٌ تروي لها حكايةَ الشاطر حسن

وبراعتَهُ في صيد السمك

وحبَّهُ للبحر

للخير

للجميل والمريض

الشمسُ  تصغي وتلين

أخال ابتسامَتَها الصفراء

ترتسمُ من جديد

وأنا لا زلتُ أنتظر بزوغَها

على حافّة الطريق…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى