خريف

عمرو البطا | مصر – الجيزة

 

تَتَشَكَّلُ السُّحُبُ الصَّغِيرَةُ

هُوَّةً

مَقْلُوبَةً فَوقي

هَذَا الوُجُودُ، بِكُلِّ شِبرٍ فِيهِ، أَحمِلُهُ،

لا الكَفُّ تَحمِلُهُ، وَلا الكَتِفَانِ،

بَلْ حَلقِي!

كُلُّ الدُّرُوبِ تَقودُ لِلَّاشَيْءِ، تَعبَثُ بِالخُطَا.

يَا نَجمَةَ اللَّيلِ الأَخِيرِ: تَرَفَّقِي بِي؛

لَيسَ فِي رِئَتَيَّ مَا يَكفِي لِألحَقَ بِالسَّرَابِ،

وَلَمْ تَعُد شَفتَي مُهَيَّأَةً

لِدَغدَغَةِ القُبَلْ

فِي القَلبِ فِئْرَانٌ

تُعَشِّشُ بَيْنَ أَضلاعِي،

وَتَنخُرُ جَوفَ جُمجُمَتِي.

أُحَاوِلُ أَن أَسِدَّ شُقُوقَ وَجهِي مِلْءَ هَاوِيَتِي،

أُقَلِّدُ، فِي انتِصَابَةِ قَامَتِي، فَزَّاعَةَ الحَقلِ

الغَرِيقِ،

أُرَوِّضُ القِطَّ الشَّقِيَّ عَلَى الكَسَلْ

أَنَا فِي انْتِظَارِ البَرقِ يَا سُحُبَ الخَرِيفِ،

تَهَدَّلَتْ أَوَرَاقِيَ الصَّفرَاءُ،

مَا جَدوَى التَّلَكُّؤِ فِي تَسَاقُطِهَا؟

وَمَا جَدوَى الأَمَلْ؟

خَلفَ السَّحَابِ يَرِفُّ عَصفُورٌ

تَهَشَّمَ ذَاتَ عَاصِفَةٍ جَنَاحٌ مِنْهُ،

لَمْ يَقْدرْ عَلَى تَحليقِهِ الأبَدِيِّ نَحوَ

الشَّمْسِ، نَاءَ بِثِقلِ هَيكَلِهِ،

فَخَلَّفَهُ وَطَارَ لما وَرَاءَ الشَّمسِ

مُرتَحِلًا لِأَجلِ الإرتِحَالِ،

فَلَا يَعُودُ،

وَلَا يَصِلْ!

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى