حكايا من القرايا.. العزومة
عمر عبد الرحمن نمر | فلسطين
في عزومة (أبو عدلي)، عزومة (النقيصة) ما حدا من قرايبو قصّر… كل إخوته وأبناء عمومته كانوا يتجولون بين المدعوين، يخدمون هذا، ويرحبون بهؤلاء، ويحثون من أنهى طعامه على الاستمرار في الأكل. وعيار الشبعان (أربعون) لقمة…
وبعد الوليمة شكر كبير المدعوين سليم أبو جوخة (أبو عدلي) وجماعته، وتمنى أن يقدموا الزاد في الأفراح والمناسبات الحلوة… وترحّم الجميع على (أبو جوخة)، ودعوا له بالمغفرة، وشربوا القهوة السادة وغادروا بيت (أبو عدلي)
بقي أقارب (أبو عدلي) في البيت، وبدؤوا نقاشاً عامّاً كأنهم في مؤتمر… شكر الحج خليل (أبو عدلي) على مبادرته، بينما أكمل أبو السعيد، وهو يلفّ سيجارته الهيشيّة: لكن ما كان العشم يا (أبو عدلي)، إنا ندري من الناس بالعزومة، وما تشاورنا يا رجل… برّر أبو عدلي موقفه، وقال: ووجهه ينقط عرق الخجل، بأن المسألة كانت سريعة وغير مفكر بها، وكانت بناءً على طلب زوجته… ضحك الحج خليل، وقال: هاي المسألة مش شخصية يا (بو عدلي)… هاي قيمة وقدر للعيلة… الكل لازم يوقّف عليها، ويشارك فيها… وتدخل أبو أسامة – الأخ الأكبر (لأبو عدلي) موجّهاً حديثه (لأبو عدلي): بلا مؤاخذة، كم كلفتك هذه الطبخة يا أخي؟ الله ورسوله أعلم… أجاب أبو عدلي… قال الحج بجدية: يجب أن نشاركك التكاليف يا (أبو عدلي)… ردّ أبو عدلي: بارك الله بكم… مش مستاهلة… مستاهلة ونص، قال عبد الله المحمد… وظل القوم يلحّون على الرجل… إلى أن اعترف عن مصدر شراء مستلزمات العزومة من لحم وخضار وغيره وتكاليف الوليمة… فتح الحج محفظة نقوده، ورمى على الفرشة ما تيسّر… وكذلك فعل أبو السعيد… وتبعه الآخرون… وتناول عبد الله المحمد المبلغ المتجمّع، وناوله (لأبو عدلي) … ووقف أبو السعيد، وكأنه يتلو القرارات الختامية للمؤتمر… نفخ دخان سيجارته، وقال: شكراً لك (أبو عدلي)… (كربت) وجوهنا وبيّظتها… وعليها وجوهكم يا جماعة… أي واحد بدّو يعزم مثل هيك… هاي مسؤولية الجميع… وما حدا رح يقصر… لا في التكاليف، ولا في خدمة المدعوين… وبطلب منكم صفّاً واحداً… صغيراً كبيراً – وكلكم كبار- إنْكم تسرعوا في عمل الواجب، ولا تتأخروا وذهبوا إلى بيت عزاء (أبو جوخة)… بقيادة كبير العائلة الحج خليل… شربوا فناجين السادة… وترحموا على الميت… وانتشروا، علّ طريق الخير يجمعهم مرة ثانية وثالثة… بل مرات ومرات… أما أبو عدلي، فسارع إلى اللحام، يسد دينه، تباطأ اللحام في أخذ دينه، علّ ( أبو عدلي) ما زال بحاجة للمبلغ… شكره أبو عدلي، وقال: الله يسرها… ثم فعل مثل ذلك مع السعدون صاحب الدكان – أسعده الله- ناوله دينه… ثم قبّل رأسه… ومضى…