ذاك الجبلْ

د. سمير شحادة  التميمي| فلسطين

ذاك الجبلُ

الذي حضنني عُمُرا

ومنعني من كلِّ سوءْ

رماني اليومَ بحصاةٍ ما أصابتني

 ولكنها أبكتني

قلت: لعله يلفتني لأمرٍ ما

أو يحثني على الإنتباه إلى غفلتي

أو أنه ملَّ من غفوتي في سرير الشوك

 على حافة ألمي

ولمَّا حذفني بحصاةٍ أخرى

أدركت أنَّ في الأمر سرا

فافقتُ

وناديتُ :أيها الجبل

 انظر هناك من حولكْ

 إنهم يقيمون إحتفالاً

 يوقدون نارهم

ويقربون قربانهم

وينشدون كي يخفو عارهم

ألا ترى أيها الجبل أن النار تحرق رجليك

وتلفح هامتك

أم انك قد بكيت وغفوت مثلي

من هول الفاجعة ؟

رميتُه بألفِ حصاةٍ

لم يتحركْ

ولم يجبني

وعلا شخيرهُ

 ونام قريبا منّي في سرير الشوكِ

 على حافةِ ألمي

 وبكينا معا

وكان يمرُّ بنا أقوام

ويضحكون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى