أدب

شاهد واسمع واقرأ: انعطاف خاطيء

شعر: محمد القاضي

لما هويت الليلُ أنكر نجمه
وتخاصما وتناحرا وتفرقا

وفشلت في حبي فزال خلافهم
وتصالحا وتسامحا وتعانقا

وكأن قلبي لا يحل له الهوى
إلا إذا ذاق العذاب وأخفقا


من بين كل سهامه قذف الهوى
سهما عنيدا مستبدا مارقا

أضنى فؤادي بالغرام وليته
لم يهدني هذا الغرام الموبقا

سحر العيون العاشقات فأنكرت
من حولهن وساوسا وحقائقا

والقلب كذب نبضه وأنينه
والجفن خبأ دمعه المترقرقا

جريا وراء خديعة الحب الذي
أهدى إلى من الحياة مآزقا

فهي النعيم إذا تبدى حسنها
ضحك الزمان بملئ فيه وأشرقا

وهى الجحيم إذا تبدل وجهها
ألقت عليك من العناء صواعقا

وتناست الود القديم ولم تزل
في غيها حتى تبيد وتحرقا

أنا حائر حلم إذا أقصيته
قطع الطريق أمامه ليحققا

أنا هادر سيل يجوب الأرض قد
منع الفراق عليه أن يتدفقا

أنا صامد كالصخر إلا أنه
أمسى على وجع البعاد ممزقا

أنا فجرك المحبوس في عمق الدجى
مترقبا أن تطلقيه ليشرقا

فرض على من أخبروه حكايتي
أن يترك الهجران أن يترفقا

نظرت بعين المستبد إذا طغى
وأطاح بالشعب الكريم وفرقا

ولها بأحلام الرعية دونه
فأقام منها ما يشاء وأهرقا

قالت علتك من الظنون غمامة
وأباح عينيك السهاد وأرقا

ورجوت ما لا تستطيع من الهوى
متجاوزا فيما رجوت المنطقا

والأمر لي إما أذنت فقد زها
من أجلك الحظ السعيد وأورقا

فأنا رسول السعد أملك أرضه
وسماءه وصباحه المتألقا

وأنا أمانك في متاهات المنى
أكفيك ما شئت المسار المقلقا

وأنا الحقيقة كل ما أسعى به
مهما تلبس بالمريبات التقى

فابسط يديك وهات عهدا بيننا
يبقى على مر الزمان موثقا

فعلمت لما أن تكشف وجهها
وتشبعت فوق الجدال تشدقا

أن الذي تصبو إليه من الهوى
درب يدق على يديها الأعنقا

إن العهود أمانة قدسية
ما للغواية من عهود مطلقا

أم تحسبين إذا استطال حديثنا
وإذا بدوت لكل حرف مطرقا

أني سأقبل كل ما تملينه
ولئن غدوت مهمشا أو أحمقا

أني سأمضي في ظلامات الهوى
متوسلا للشمس ألا تشرقا

ومطوحا خلفي بلاءات الأنا
مستسلما مترقبا سحر اللقا

موهومة يا منيتي فلتعلمي
أني وإن مزقت فيك تشوقا

لا أرتضي أن تستباح طهارتي
مهما تمادى الجرح بي وتعمقا

لا أرتضي قيدا على حريتي
يبقى وإن بلغ النهاية ضيقا

فأنا جناح إن تضق أرض به
فرش البساط على الفضاء وحلقا

يا حلو أحلامي سأمضي واقفا
أنا لا أجيد الإنحناء تملقا

يا حلو أحلامي اتركيني وارحلي
ولتكملي دوني الطريق المغلقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى