امرأة تتمدد على السطر

اللوحة للأسكتلندي جون فيليب

مريم الشكيلي | سلطنة عُمان

لازلت أبحث في عينيك عن ضمائر اللغات الخمس، وأحرف العلة التي أضعتها حين كنت معك على شاطئ الورق.

لم أستطع حتى أن أخرج حرفاً مستقيما” متوازي الاتجاهات كل الذي كنت أكتبه حروفا عرجاء مصابة بداء الخرف لا تحفظ عناوين ولا طرقات وتحط أشباه الكحل على الحدق.

لازلت أمشي على السطح وأجر خلفي بقايا أبجدية و لم يعتد حبري أن يغوص في تربة السطر لينبت كروما وعناقيد حبق.

هناك في زاوية الغرفة المعتمة من ذاكرتك أجلس أحياناً على ذاك الكرسي المقلوب كذاكرتك التي تآمرت على الحنين المبتل على تلة ورقية وأقلام تتصبب بالعرق.

أسوء ما في الأمر أنني أحاول جمع الفرح الذي تناقص مع اتساع فجوه كتاباتنا في قنان أوراقي الصفراء ومع انشطار بتلاتنا في مزهرياتها وإنصهار شمع وحرق ورق.

إنني لا أجرؤ على مد يدي إلى ملمس أحرفك، أخاف من تطاير شظايا مفرداتك على مسام نبضي وتصبح مكملات الأشياء ناقصة في داخلي وكأن العطب الذي أصابني يتمدد إلى قصائدي ويضرم في دفاتري ضوء وحزق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى