لماذا يضطهد حزب بهاراتيا جانتا الهندوسي مسلمي الهند؟
د. صالح محروس محمد
في عالم ضاعت بوصلة الحق فيه مادام الضحية مسلم في سلسلة مستمرة من سياسات الحكومة الهندسية في الهند عن طريق التشريعات تارة (قانون الجنسية) واستخدام عصابات هندوسية تدعمها الحكومة الهندية لممارسة العنف والقتل ضد المسلمين تارة أخرى والتوجه نحو حظر الحجاب وإيذاء المسلمات العفيفات مع صمت دولي رهيب ومميت في الوقت الذي يكثر الكلام عن ثقافة التعايش والتسامح تجد أن الغرب يرى التسامح أن يقتل المسلمين دون أدنى رد فعل لهم ولا يسمح للأقليات المسلمة للعيش في سلام, والتسامح من وجهة نظر غربية تعني أن يعيش غير المسلمين في السلام ولا يعتبر المسلمين ضمن البشر الذين يجب أن تحترم شعائرهم وتترك لهم حريتهم الدينية , وهنا تجد الإنسانية في خطر ، ممن نزعت إنسانيتهم ويدعون الحضارة . فلا غرابة لما يتعرض له مسلمي الهند من اضطهاد وظلم في الأيام الماضية والحالية .
فأن الحزب الحاكم يؤمن بالهندوسية وبأنها الهوية الأصلية الوحيدة في الهند. وأن جميع المسلمين في الهند لابد أن يرحلوا إلى باكستان، بحسب تصريح أدلى به وزير في الحكومة الهندية من قبل ، وجدير بالذكر إن الحزب الهندوسي عندما وصل إلى الحكم في 2014 كان يضع حدودا لتصريحات أعضائه المتطرفة والعدائية، ولكن بعد فوز رئيس الوزراء بفترة ثانية فتح ناريندرا مودي الأبواب على مصراعيها للتعبير الأيديولوجي ولسياسات الإقصاء. ففي أغسطس/ آب 2019، ألغت الحكومة نظام الحكم الذاتي في إقليم جامو وكشمير ذي الأغلبية المسلمة، استجابة لمطلب الهندوس، وتعاملت بوحشية مع المحتجين. ثم سنت قانون الجنسية الجديد، الذي يفرض على الهنود إثبات أنهم يحملون الجنسية علما بأن الملايين لا يملكون أي وثيقة متعلقة بالجنسية. ويذكر أن ذلك القانون تسبب في الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها البلاد ضد قانون الجنسية وشارك فيها مسلمون وهندوس جنبا إلى جنب تثبت أن عموم الهنود لا يوافقون على ما تقوم به الحكومة والحزب القومي الهندوسي..
ودعا رئيس الحزب الحاكم في الهند إلى سن قانون جديد بهدف حظر ” التحويل القسري إلى ديانة جديدة” في ظل الجدل المتزايد بشأن تحول فقراء من المسلمين في الهند إلى الديانة الهندوسية.و من ضمن تلك المشاكل التي واجهها المسلمون في الهند قضية الحجاب التي ثارت في ولاية كارناتكا جنوب الهند، حيث إن بعضا من الهندوسيين المتطرفين منعوا الفتيات المسلمات أن يحضرن بالحجاب في المدارس والكليات الحكومية، وأمس وقعت كارثة مدهشة بحيث عندما جاءت فتاة مسلمة بمركبها الخاصة إلى كليتها وقربت من مبنى الكلية، منعها أولئك الناس من الدخول في الكلية وجعلوا يخوفونها ويهددونها، وفي تلك اللحظة جاء عميد تلك الكلية ووقاها من أولئك الناس،
في الوقت الذي يري العالم ما يتعرض له المسلمين في الهند من أعمال عنف ولم يتحرك أحد حتى بالشجب أو الندب ولو هددت دول الخليج بطرد العمالة الهندية من الخليج لتوقفت فوراً أعمال العنف ضدهم , ولكن ضاعت الإنسانية عندما يكون الضحية مسلم. نسأل الله يحفظ مسلمي الهند .