مالي.. و للنجم
الشاعر الشيخ السفير هلال السيابي | سلطنة عمان
مالي وللنجم يرعاني و أرعاه
وما لليلي لما تغف عيناه
///
لم يدر مابي، ولكن بتٌُ ساهره
أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه
///
لي فيك يا ليل آهات ارددها
يغشى على القلب منها ما تغشاه
///
أواه كم مرة قد زلزلزت كبدي
أواه لو أجدت المحزون أواه
///
لا تحسبني محبا أشتكي وصبا
فما لجرحيَ بين الناس أشباه
///
ياليت شعري وما وجدي بذي حَوَرٍ
أهون بما في سبيل الحب ألقاه
///
أني تذكرت والذكرى مؤرقة
فيا لقلبي كم أردته ذكراه
///
أخلقْ بنفسي أن تقضي إذا ذكرت
مجدا تليدا بأيدينا أضعناه
///
ويح العروبة كان الكون مسرحها
يكاد يرجف أدناه واقصاه
///
وكان ملء بقاع الكون رايتها
فأصبحت تتلاشى في زواياه
///
أنىٌَ اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجده كالطود لماٌ دُكٌَ أعلاه
///
أو سِرتَ في أي أرض من حواضره
تجده كالطير مقصوصا جناحاه
///
كم صرفتنا يد كنا نصرفها
كما نريد، وما نهواه تهواه
///
وكم قهرنا بقاع الأرض فانقلبت
وبات يحكمنا شعب ملكناه
///
هل تطلبون من المختار معجزة
من بعدما زلزل الدنيا سراياه
///
يكفيه ما جاء من آي ومن سور
يكفيه شعب من الأجداث أحياه
///
من وحٌَدَ العرب حتى صار واترهم
جنديٌَ موتوره مما تولاه
///
وبات ذو الوتر – بعد الدين – من خلق
إذا رأى ولد الموتور آخاه
///
وكيف ساس رعاة الشاء مملكة
قد أطبقت باقاصي الكون ترعاه
///
ساسوا على جانبيٌِ الأرض مملكة
ما ساساها قيصر من قبل أو شاه
///
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا
غر ٌََ الشمائل تجري في رعاياه
///
وأنه لجلالُ الدهر حين رأوا
أن الإخاء وأن العدل مغزاه
///
يا من رأى عمرا تكسوه بردته
والخلق دنياه والإيمان أخراه
///
يعيش وهو أمير الناس قاطبة
والزيت أدم له والكوخ مأواه
///
يهتز كسرى على كرسيه فرقا
إذا سرت أو نوت يوما سراياه
///
فياله وملوك شاخصة الفرس
من بأسه، وملوك الروم تخشاه
///
هي الحنيفة عين الله تكلؤها
وعزٌَ من كان عين الله ترعاه
///
كم حاولوها بتشويه ومنقصة
وكلما حاولوا تشويهها شاهوا
///
سل المعانيَ عنا اننا عرب
من عهد أحمد قد سرنا بمسراه
///
وإننا وإلهُ العرش يحرسنا
شعارنا المجد يهوانا و نهواه
///
هي العروبة لفظ إن نطقت به
تبسم المجد والإيمان والجاه
///
وهي العروبة إن فككت أحرفها
فالشرق والضاد والإسلام معناه
///
استرشد الغرب بالماضي فأرشده
لكنه ضيع الدنيا بدعواه
///
ماض إذا ذكروه لم يكن كرما
ونحن كان لنا ماض نسيناه
///
إنا مشينا وراء الغرب نقبس من
أوهامه، ويحنا مما قبسناه
///
لقد حسبناه تنويرا نسير على
ضيائه فاصابتنا شظاياه
///
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب
كانوا سلاطينه ، لا الروم و الشاه
///
طالوا مع الدهر في قعساء عزته
بالأمس كانوا هنا مابالهم تاهوا
///
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب
وظللتك أساطين وأمواه
///
وبان آياتها الزهراء شامخة
فسائل الصرح أين المجد والجاه
///
وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها
وإن يك الخطب بالأحزان غطاه
///
بالله سله وسل محراب قبته
عمن بناه لعل الصخر ينعاه
///
وطف ببغداد وابحث في مقابرها
لعل طيفا من المنصور تهداه
///
وانشد ثراها وقبل طهر تربتها
علٌَ أمرأ من بني العباس تلقاه
///
أين الرشيد وقد طاف الغمام به
فلم يرعه وإن طارت بقاياه
///
رآه يمرح في الأجواء مخترقا
فحين جاوز بغدادا تحداه
///
هذي معالم خرسُُ كل واحدة
بألف معنى لمن قد وفق الله
///
خرس من الدهر لكن كل واحدة
منهن قامت خطيبا فاغرا فاه
///
الله يشهد ما قلبت سيرتهم
إلا و زلزل قلبي الآه .. فالآه
///
ولا تذكرت من آلائهم جللا
يوما وأخطأ دمع العين مجراه
///
ماض نعيش على أنقاضه أمما
كأنه الآي يهدي من تراءاه
///
فكم نباهي وكم نسري بطلعته
ونستمد القوى من وحي ذكراه
///
لا درٌَ درٌُ أمرئِ يطري أوائله
وماله مثلهم في المجد أشباه
///
يمشي اختيالا ويرغي من تطاوله
فخرا، ويطرق إن ساءلته ماهو
///
إني لاعتبر الإسلام جامعة
سما بها الشرق حيث الشرق مأواه
///
أجل هو المجد في شتى منازعه
للشرق لا محض دين سنه الله
///
أرواحنا تتلاقى فيه خافقة
كالشهب في الأفق لو جلت زواياه
///
قد التقيناه حرفا نابضا وهدى
كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
///
دستوره الوحي والمختار عاهله
والضاد رصعه مجدا و حلاه
///
والشرق منزله الأسمى وقلعته
والمسلمون وإن شتوا رعاياه
///
لاهمٌَ قد أصبحت أهواؤنا شيعا
في الشرق، فالقوم نمام وتياه
///
وأصبح الشمل منا غير مجتمع
فامنن علينا براع أنت ترضاه
///
راع يعيد إلى الإسلام سيرته
كعهد خير الورى رباه ..رباه
///
راع كما كان صحب المصطفى كرما
يرعى بنيه وعين الله ترعاه
<><>
يا ابن الأهلة من عليا هناءة خذ
تحيتي كالشذى قد فاح رياه (1)
///
نماك للمجد أقيال مظفرة
راياتهم إن دعا الفرسان رحماه
///
من عهد مالك ما زالت بيارقهم
بيضا إذا أسودٌَ من ذي الروع مرآه
///
ولست أنسى “هلالا (2) ” في معامعه
ولا بنيه فهم للأسد أشباه
///
فاسلم فتى زاهر بالمجد مؤتلقا
فإنما المجد لفظ أنت معناه
^^^
هوامش:
– للشاعر المصري محمود غنيم
(1) المقصود الشيخ محمود بن زاهر بن غصن الهنأئي وكان قد طالبني بعدم التوقف عن التشطير والتخميس عندما نويت على ذلك.