هل أخطأنا؟
جميلة شحادة | فلسطين
الى أين ذاهبٌ بنا يا زمنْ؟
لقد أَغْمضْنا أَعيْنَنا، وَمَشيْنا خَلفكَ في طريقٍ نجهلُ آخِرَهُ.
هل أخطأنا؟ هل أخطأنا لأنّنا أغمضْنا أعيْنَنا؟
هل أخطأنا لأنّنا بِغيرِ الثّابتِ وَثِقْنا؟
لكنَّنا كُنّا مُتعبينَ، مُتعبينَ مِنْ مَشقَّةِ السَّفرْ..
لقد ركِبْنا قِطارَكَ، وألقيْنا بِما يُتعبُنا على المقاعد الأماميةِ؛ هل أخطأنا؟
هل أخطأنا لأنَّنا كنّا نبحثُ عنْ راحتِنا؟
لكنَّنا كُنّا مُتعبينَ، مُتعبينَ مِنْ ثِقلِ أحمالِنا؛
مِن حقائبِنا المُثقلةِ بالأماني؛
مِن أحلامِنا رمادية اللون كسحابة أيلول؛
ومِنْ أمانينا التي لا تتحقَّقْ.
هل أخطأنا؟ هل أخطأنا لأنّنا في أولِّ الطّريقِ تعثَّرتْ خُطواتُنا بينما
تابعتَ أنتَ جرْيَكَ السريع الى هناكْ.. الى لا مكانْ
لمْ تلتفتْ الى الخَلْفِ.. لم تسمعْ آهاتِنا.. لم تنتظرْنا.
هل أخطأنا؟ هل أخطأنا لأنّنا غفوْنا في منتصفِ الطَّريقِ من شدةِ التعبِ،
ولمْ نصْحو إلا قبلَ المحطةِ الأخيرةِ؟ هل أخطأنا؟
هل أخطأنا لأنّنا بكَ.. َوثِقْنا؟
أرجوكَ عُدْ بِنا الى الوراءِ..
عُدْ بِنا لقدِ اكتشفْنا الطريقَ،
لقدِ اكتشفْنا الأشياءَ،
لقدْ تعلَّمنّا الدرسَ،
لقدِ اكتشفنا جهلَنا واكتشفنا أخطاءَنا.
أَيْنكَ الآن؟
لماذا لا تُلبَّي نِداءَنا؟
ها نحن نسمعُ صدى قهقهتِكَ مِن بعيدٍ
لماذا تقهقهُ ساخرًا مِنْ مَطلَبِنا؟