قراءة في رواية “أرض بلا ظل” للكاتب محمد عبد العال الخطيب

د. حسين عبد البصير | رئيس متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية

رواية “أرض بلا ظل” للكاتب محمد عبد العال الخطيب الصادرة عن دار (دون) تحذر مما سوف يحدث والذي سوف يحدث بل يحدث بالفعل الآن .. “كان هذا المشهد هو صورة مصغرة لما يحدث في أرجاء مصر، أما في أنحاء العالم فإن المشهد كان أسوأ بكثير ففي غضون عدة أيام من هذا الحديث استغل البعض في عدة دول إفريقية وبعض دول أمريكا اللاتينية هذا الحدث واعتبروا أن الحكومات القائمة هي السبب في هذه الكارثة وبدأت أعمال الحرق والنهب بل وبعض المحاولات الانقلابية وازدادت السرقات بالمحال العامة وأصبحت قوات الأمن في العالم أجمع في مواجهة مباشرة.. لقد أضحى الأمر ينذر بانهيار النظام العالمي، لذا لم يكن مستغرب أن تدعو الأمم المتحدة جميع ممثلي دول العالم وعلمائهم للاجتماع وطرح الحلول بشأن هذه الكارثة العالمية.

 
وفي غضون عدة أيام اجتمع زعماء العالم في قمة أطلق عليها الجميع قمة نهاية الأرض، تبارى زعماء العالم في إلقاء الكلمات الانسانية المعبرة عن التعاون وعن الصبر والجلد، كان الجميع في حالة يأس حقيقي وإن تظاهروا جميعًا بالبأس حتى لا تنتقل هذه الروح إلى شعوب العالم فتزداد عمليات الشغب في انحاء العالم، كانت الأحاديث تتشابه كثيرًا مع الأحاديث التي تناقلتها الألسن وقت كورونا، فوقت الضعف وقلة الحيلة يلجأ الجميع إلى الله، كان التضرع إلى الله هو المسيطر على كلمات رؤساء العالم بالأمم المتحدة.
حتى جاءت الكلمة التي قلبت الطاولة رأسًا على عقب، صعد رئيس روسيا إلى المنصة وامسك بالميكروفون وكانت ابتسامة غريبة تسيطر على وجهه، كانت كلماته كلها ثقة وهو يحادث العالم بكل هدوء. لماذا أنتم قلقون إلى هذا الحد؟ ليس هناك شيء يُخيف إلى هذه الدرجة كل ما في الأمر هو أن نتعاون وأن تقدم كل دولة ما لديها من معلومات مفيدة امام تلك الأزمة العالمية، لذا أنا ادعو دولة امريكا إلى تقديم ما لديها من معلومات علمية استخدمتها في نقل رئيس بورتريكو السابق (موراك) عبر الظل إلى كوكب المشترى حيث قضى هناك عام كامل بحسابات الأرض وثلاثة أشهر بحسابات كوكب المشترى.
كانت كلماته حاسمة، لقد تذكر كوكب الأرض تلك الحادثة التي مر عليها ما يقارب العام بحيث أضحت في أكثر أعماق النفس البشرية إهمالًا ونسيانًا، فأعاد الرئيس الروسي هذه الذكرة إلى ألاذهان كأمل وحيد ينقذ الأرض من هذا المصير المحتوم، التفت الأعناق جميعها إلى الرئيس الأمريكي، الذي اظهر ارتباكًا كبيرًا فمال إلى مستشاره العلمي إلى جانبه، الذي عاجله بالقول لا تنفى ولا توافق، هز الرئيس الأمريكي راسه إيماءً بحيث لا يفهم منها أي شيء، لم يترك الرئيس الروسي أي فرصة للرئيس الأمريكي كي يهرب من هذا المأزق فطلب منه الكلمة على الفور واستجاب الامين العام للأمم المتحدة وطلب من الرئيس الأمريكي الرد فورًا فالعالم أجمع في اشتياق لأى أمل، قال الرجل عبر الميكروفون الذي أمامه انه استنفد كلمته وان الكلمة الحالية ليست لأمريكا، هنا ارتفع صوت رئيس بولندا وهو يقول أتنازل عن كلمتي لك سيادة الرئيس تفضل.
لقد تورط الرجل واتجه بخطوات مترنحة إلى المنصة، وهو يضغط على كل خلجه من عقله كي يُنشط عقله بحثًا عن مخرج من هذا المأزق.”

ادعو الجميع لقراءة هذه الرواية الجميلة والعظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى