الطرق
أحمد برقاوي | شاعر وأكاديمي
يمشون على الأرض نحو السماء ظناً
بالخلاص الأكيد والبعث
فسقطوا على الأرض ميتين
فالطرق المتخيلة
ترمي بالأحلام إلى الهاوية
فالسفر إلى السماء بغير جناحين
وقوادم كالسهام
وحلم بالحرية المتحررة من “لكن” الطغاة
بقاء في الكهوف القارة في وديان الخوف ،
الحلم العظيم ليس رجاءً
ولا شكوى
ولا انتظاراً على أرصفة الفرج،
سلوا الشاعر عن رحلته في الفضاء
سلوا الفيلسوف عن الطرق المفتوحة إلى الأبد
سلوا عازف القيثارة عن بوحه الذي لا ينتهي
سلوا المتمرد عن روح التأفف المطلقة
وأجيلوا النظر في الآفاق التي لم يصلها الساعون إليها،
هو العجز يسكن في الخوف من النهايات
والبحث عن النهايات السعيدة
والخوف قيد الخطى،
نهاية واحدة في انتظارك فلا تنتظرها
وانتظار المتعبين من السبات.
ملاح مركب أنا يا بحر
أمخر اليم إلى حيث أدري ولا أدري
تلك المراسي و أصفاد الحياة التي صنعها حداد السجون
وحرّاس القهر و راسمو الحدود،
حفرات الموت هي،
رحلتنا في قلب يم الحياة
والشواطئ البليدة لم تكن يوماً جهاتي في السفر،
أجل،الأرض يم هي الأخرى
والأرض بيوت
بيت للحي وبيت للميت وبيت للمحتضر
الأرض فضاء للحائرين
وقيد للخانعين
عبثاً يا صاح تُسمع القاتل أنين الأرض و من عليها
عبثاً يا صاح تبرأ أرواح الأسافل من جرب الخنوع
فيا أحباء الريح وأصدقاءها
لا تنتظروا منّة من سكان الكهوف
فأنتم أنتم سماء هذا الوجود
تلك الأقوال التي ينطق بها الطغاة
وجمهور العبيد في صالات العرض
بلا معنى
و الزواج الباطل بين الكلمات المقطوعة عن الحياة
بلا معنى
و الجمل الخائرة النائمة في معجم الأنذال بلا معنى
وحدهم أبناء السماء المغتربين على ظهر البسيطة
كائنات التأفف المطلق
صنّاع المعاني
الشاعر ،الفيلسوف ،عازف الغيتار
أصحاب مراكب الخلاص من طوفان الآسنات
لا يصفقون ولا يصفعون
آياديهم للتلويحة و العناق والحفر في الأعماق
فيا أمنا الأرض لا تصدقي النمل والخلد وأشباه السباع
الغرباء على بساطك الرحب هم الأجنحة
والغريب ملاح مركب بلا مرساة.