التعددية الثقافية والهوية
د. يحيى عبد الله | أكاديمي موريتاني
في ظل الجو التعددي تتنوع الأعراق البشرية وتنمو في تنافس ووئام ينسج بين خيوطها المشرتك لتصبح بذلك لبنة قوية على التفرق والتنازع.
لا يوجد في قطعتنا الأرضية هذه مجتمع إنساني متعايش معا إلا وله مشاكله واختلافته العرقية واللونية والثقافية وطبافته الإجتماعية وهذه حقيقة خلدها القرآن الكريم في حديثه عن المجتمعات في مجالات حججها أمام الله في تدافع تحمل مسؤولية القرار والتبعية: “قال الذين استكبروا للذين استضعفوا”.
ويتابع الحديث عن التبرؤ من كل المسؤوليات السابقة والسلطة واتخاذ القرارات وما كان يتمتع به كبار المجتمع على صغاره.
ويمكت توضيح صورة المجتمع الإنساني الصغير في طبقية يعتلي كبار سدة الحكم ويتبعه ضعاف ومستضعفون بين راض ورافض.
وفي خضم هذا التدافع تتنوع الثقافة والأعراق لكل مجتمع تسلك فيه النزاعات الانتمائية مجرى مخالفا للآخر وهو ما يسمى بتعدد الهوية لكل مجتمع.
قد يظن العنصري المتمرد على الوضع القائم أن هذا التنوع في الهوية ينبغي أن يستغل لتقضي به فئة على فئة وهذا يمكن وصفه بالتهور أو الاندافعية الصبيانية التي لا يسلم من شرها المستطير أحد.
لكنه في ظل ذلك يمكن النظر من زاوية أخرى تختلف مع نظرية العنصري وكذلك المحصحص الذي يرى أن كل شيء ينبغي أن يتم تقتسمه في التنوع المجتمعي ظانا بذلك ضمان العدل وتسوية النعرات سواء منها ما كان تاريخيا أو حديثا أما النظر من زاوية أخرى يعني تسوية الكل والبعد عن قراءة المحاصصة في كل شيء فهنالك يمكن وضع عقد اجتماعي متساوي تنصهر فيه كل الانتماءات وتعددها الديني والعرقي والطائفي لتكون بذلك وحدة إنسانية متماسكة يتم الاعتماد فيها النوعي والخبرة بغض النظر عن أي اعتبار آخر.
(وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)
صدق الله العظيم.